شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرخاص

الأخبار في قلب مصنع أغلى ثوب في العالم

كسوة الكعبة تحتوي 120 كيلوغراما من الذهب وتبلغ قيمتها 6.7 ملايير سنتيم

تتجه أنظار العالم هذه الأيام نحو الكعبة المشرفة، التي يتم استبدال كسوتها مرة كل عام، وتحديدا في يوم وقوف الحجاج بجبل عرفات (التاسع من ذي الحجة)، لما في ذلك من قدسية كبيرة. «الأخبار» تنقلكم في هذا الخاص إلى معرفة بعض من أسرار صناعة كسوة الكعبة، والمكونة من الحرير المبطن بالقطن، والتي تزينها الآيات القرآنية المشغولة بخيوط من الذهب والفضة. كما تقودكم لاكتشاف الخطوط المكتوبة على هذا الثوب الأغلى في العالم، ومآل الكسوة السابقة.

مقالات ذات صلة

 

> مكة : سفيان أندجار

 

يبلغ طول كسوة الكعبة المشرفة 14 مترا، وهي مكونة من الحرير الطبيعي ويتم صبغها باللون الأسود، وشد وثاقها في الثلث الأعلى بحزام يبلغ عرضة 95 سنتيمترا وبطول 47 مترا.

يتكون حزام الكسوة من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية، فيما تتشكل الكسوة من خمس قطع تغطي كل واحدة وجها من أوجه الكعبة المشرفة، أما القطعة الخامسة فتتمثل في الستارة التي توضع على باب الكعبة.

تزن كسوة الكعبة (850) كيلوغراما، وهي مقسمة إلى 47 قطعة قماش بعرض 98 سنتيمترا وارتفاع 14 مترا، وتطرز بخيوط من الذهب والفضة، ويصل عدد قطع المذهبات إلى (54) قطعة على الكعبة، وذلك باستخدام (120) كيلوغراما من المذهبات، و(100) كيلوغرام من الفضة المطلية بماء الذهب، و(760) كيلوغراما من الحرير.

تجديد في كل سنة

 

تقوم إدارة الحج بتغيير ستار الكعبة مرة واحدة كل عام، يوم عرفات (التاسع من ذي الحجة)، ويتم غسلها مرتين بماء زمزم ودهن العود وماء الورد، تكون الأولى في شعبان والثانية في ذي الحجة. ويتم غسل الأرضية والجدران الأربعة من الداخل بارتفاع متر ونصف المتر، ثم تجفف وتعطر بدهن العود الثمين.

تبلغ التكلفة السنوية لتغيير كسوة الكعبة 25 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل 6.7 ملايير سنتيم. تتم حياكتها وتطريزها كل عام بخيوط من الحرير والذهب والفضة بمجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، التابع للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الواقع بأم الجود بمكة المكرمة.

مصير الكسوة القديمة بعد استبدالها؟

 

عقب إزالة الكسوة القديمة من الكعبة الشريفة وتعويضها بالحلة الجديدة، يتساءل الكثيرون عن مصير الكسوة القديمة.

وكشف أحمد المنصوري، مدير عام مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، أن خادم الحرمين الشريفين هو من له الحق في تحديد مصير الكسوة السابقة.

ويجري تفكيك أركان الكسوة، حيث يتم تطبيق إجراءات ونظام المستودعات الحكومية على الكسوة القديمة، من خلال توفير الحفظ الفني الملائم لها، للحيلولة دون التفاعلات الكيميائية، أو تسلل البكتيريا.

وتابع مدير عام المجمع أن الكسوة تقسم إلى قطع يتم توزيعها في الغالب على سفارات السعودية في بقاع العالم، من أجل وضعها في الأروقة، ويتم وضعها في متاحف ويجري تفويض للجنة بتقطيع قماش الكسوة إلى قطع صغيرة، تقدم هدايا إلى كبار الشخصيات والدول.

وتوجد كسوة قديمة كاملة في دار صناعة الكسوة التي تأسست بالقاهرة عام 1233 للهجرة، بالإضافة إلى كسوة تعد الأقدم في العالم (1517) معروضة في جامع أولو بمدينة بورصة التركية.

خطاط خلد اسمه على الكسوة

 

يعد الشيخ عبد الرحيم أمين بخاري، الخطاط المكي، واضع خطوط كتابات باب الكعبة وكسوتها بخط الثلث المعتمد حتى الآن. ولد سنة 1917 والتحق بدار الكسوة منذ إنشائها عاملا عاما، ليتدرج بعدها عبر جميع الأقسام في المصنع، من صياغة وحياكة وخط ورسم وتطريز، ليتقلد مهمة خطاط رسمي، بعد وفاة الخطاط محمد أديب أفندي.

قدم بخاري حياته لخدمة الكسوة الشريفة، وقام بتنفيذ خطوط وزخارف باب الكعبة المشرفة، الذي صنع بأمر الملك عبد العزيز عام (1363هـ/1943م).

جرى تعيينه رئيسا للعمال الفنيين بدار الكسوة والصناعة بأجياد، وأصبح سنة 1962 وكيلا لمصنع كسوة الكعبة المشرفة، قبل أن يحال على التقاعد عام 1979 ويعين بعدها مستشارا للمصنع.

عاش بخاري وحيدا وتوفي قبل 23 عاما، ولم يتسن له إنجاب أطفال. بعد تقاعده تم تكريمه من خلال الاستجابة لطلبه، الذي أكد فيه أنه عاش وحيدا، بسبب إصابته بالعقم ولن يترك وريثا، لذلك طلب كتابة اسمه على الكسوة الشريفة وعدم إزالته لتكون تخليدا للاسم بعد مماته، حيث قال مقولته الشهيرة: «ليس لي أبناء يحملون اسمي، لكنه ستحمله الكسوة الشريفة».

مجمع الملك عبد العزيز.. مصنع الكسوة

 

يتم إنشاء الكسوة الشريفة بمجمع الملك عبد العزيز لتكسية الكعبة المشرفة، وهو من أكبر مجمعات تصنيع الحرير وتطريزه في المنطقة، يشتغل به أزيد من 200 عامل.

يستهل عمل صناعة الكسوة من خلال تصنيع الخيوط الحريرية وحياكتها وطباعة الرموز، بعدها يجري نقل الكسوة إلى قسم التطريز بالمذهبات، ثم إلى قسم التجميع، قبل حشو الحروف بالقطن لإضفاء الجمال على الحرف أثناء التطريز، بعد ذلك تأتي عملية التطريز التي تكون بالأسلاك الفضية المطلية بماء الذهب والأسلاك الفضية الخالصة.

جرى إدخال التقنية الحديثة التي أسهمت في إنتاج الثوب، من خلال توفير ماكينة «تاجيما» وماكينة «الجاكارد» العالميتين، والتي تقوم بصناعة ثوب الكعبة المشرفة المنقوش بالتسبيحات والقناديل المذهبة، إذ تتم هذه العملية بواسطة فريق فني مختص من الأيدي الوطنية المدربة المؤهلة لهذه الماكينة التي تحتوي على أكثر من 9 آلاف وتر من الحرير، في حين تستغرق صناعة الثوب من ستة إلى ثمانية أشهر.

يتم جلب الحرير، الذي تصنع منه الكسوة، من إيطاليا، أما الذهب والفضة اللذان يزين بهما قماش الكسوة فيجلبان من ألمانيا، وجرى على الكسوة نقش عبارات: «يا الله، وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، ويا ديّان، ويا منّان ولا إله إلا الله محمد رسول الله»، فيما تمت كتابة سورة «الإخلاص» على أربع قطع في كسوة الكعبة.

خلال زيارة إلى المجمع جرى تزويد «الأخبار» بشرح لمجموعة من المعطيات، من أهمها أن هناك تدابير خاصة يتم اعتمادها في صناعة الكسوة، من بينها أن تصمد للعوامل المناخية، من قبيل الحرارة العالية والأمطار، حتى تبقى محافظة على رونقها
البارز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى