شوف تشوف

الرئيسية

«الأخبار» تكشف تفاصيل قتل مضطرب نفسيا لأربعة أفراد من أسرته بتطوان

 

 

تطوان: حسن الخضراوي

 

اهتز حي بوسافو بتطوان، مساء أول أمس (الخميس)، على وقع مجزرة بشعة ارتكبها شاب ثلاثيني في حق عائلته، عندما طعن والدته وأخاه بسكين من الحجم الكبير (سيف)، قبل ذبح اثنين من أبناء شقيقته التي تمكنت من الإفلات منه والفرار خارج المنزل، حيث أصيبت بجروح خطيرة، نقلت إثرها إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي سانية الرمل، من أجل الخضوع للكشوفات الطبية والعلاجات الضرورية.

وقال مصدر «الأخبار» إن المتهم المصاب باضطرابات نفسية، عاد وقت الغداء، ودخل منزل عائلته ليستل سكينا من الحجم الكبير من تحت ثيابه ويطعن والدته دون سابق إنذار، فتدخل أخوه محاولا نزع السكين منه، لكنه فشل في ذلك ليتلقى بدوره طعنات خطيرة جعلته يسقط أرضا مضرجا في دمائه، قبل انتقال المتهم إلى غرفة أخته بالمنزل نفسه، حيث ذبح اثنين من أطفالها وأصابها بجروح خطيرة، لكنها فرت إلى الشارع مستغيثة بالمارة.

وأضاف المصدر نفسه أن المتهم خرج إلى الشارع وهو يحمل أداة الجريمة بيده، وثيابه ملطخة بدماء الضحايا في مشهد صادم وبشع، قبل توجهه إلى أقرب مركز أمني وهو على الحال نفسه، حيث تم إلقاء القبض عليه من طرف السلطات الأمنية، واعترف أمامها بارتكاب جريمة بشعة في حق أفراد عائلته، بدم بارد ودون أدنى ارتباك أو إحساس بالذنب.

وفور توصل رؤساء الأمن والوكيل العام بمحكمة الاستئناف بتطوان بخبر الجريمة البشعة، انتقل على وجه السرعة كل من رئيس الضابطة القضائية بولاية الأمن ونائب الوكيل العام للملك، رفقة مجموعة من المسؤولين الكبار من مختلف المؤسسات إلى حي بوسافو، حيث تم تطويق المكان الذي عرف توافد عدد كبير من المواطنين، قبل القيام بإجراءات المعاينة، والتنسيق لنقل جثث الضحايا إلى مستودع الأموات بمستشفى سانية الرمل بالمدينة، قصد إجراء التشريح الطبي، وتحديد أسباب الوفاة بدقة، قبل موافاة النيابة العامة المختصة بتقارير مفصلة، لإعطاء التعليمات الضرورية في الموضوع.

وحسب شاب يقطن بالحي الذي شهد الجريمة البشعة، فإن الشاب المتهم بقتل أربعة أفراد من أسرته، سبق له السفر رفقة أصدقائه إلى قطر من أجل العمل جباسا بأوراش البناء، لكنه عاد مجددا إلى تطوان، دون أن يحقق ما كان يطمح إليه من أحلام الهجرة وتحسين وضعيته الاجتماعية والاقتصادية، ما جعله يعتزل الجميع ويدمن على تناول المخدرات داخل أحد المقاهي، أو بمكان كان يختار الوقوف به بمفرده داخل الحي، لكن لا أحد من السكان كان يظن أن يصل الأمر حد ارتكابه مجزرة في حق أفراد من عائلته وأقرب الناس إليه، حيث مازال الجيران ومعارف العائلة تحت تأثير الصدمة وهول الفاجعة.

من جهتها، باشرت الفرقة الولائية التابعة لقسم الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان، التحقيق مع المتهم بتنسيق مع الوكيل العام للملك، في انتظار كشف حيثيات وظروف وأسباب ارتكاب المتهم لمجزرة في حق أفراد عائلته، قبل تقديمه أمام النيابة العامة المختصة التي ستقرر في ملفه والتهم الموجهة إليه، حسب نتائج البحث والقوانين الجاري بها العمل في مثل هذه الحالات.

وقال مصدر طبي بمستعجلات المستشفى الإقليمي سانية الرمل لـ«الأخبار»، إنه تم إخضاع أخت المتهم للفحوصات والكشوفات الطبية، وحالتها الصحية مستقرة ولا تدعو إلى أي قلق، لكن الطاقم الطبي المشرف على علاجها، طلب عدم زيارتها أو إخبارها بقتل أخيها لأربعة من أفراد عائلتها، تجنبا لأي مضاعفات غير مرغوب فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى