النعمان اليعلاوي
استنكرت عدد من جمعيات المجتمع المدني بالرباط، ما قالت إنه «تهميش» مستهدف ينهجه مجلس مدينة الرباط، الذي يوجد على رأسه محمد صديقي، عن حزب العدالة والتنمية. وقالت الجمعيات المنتقدة إن «الأزمة الصحية المرتبطة بـ«كوفيد- 19»، عمقت التهميش الذي تعانيه عدد من أحياء المدينة ذات الكثافة السكانية العالية، كما هو الشأن بالنسبة إلى حيي أبي رقراق والتقدم، بالإضافة إلى حي النهضة». وقال عبد الواحد الزيات، رئيس شبكة التحالف المدني بمدينة الرباط، إن «عددا من أحياء مدينة الرباط تعيش على الهامش، وتعيش خارج ورش الرباط عاصمة الأنوار، وهو الأمر الذي يعبر عن عجز المنتخبين المحليين عن إيجاد الحل لها لتكون ضمن ورش سياسة المدينة، بدل أن تعيش الفقر والتهميش، وتم إدراجها ضمن قائمة الأحياء التي تعاني الهشاشة الاجتماعية»، مضيفا أن «تلك الأحياء تضم أكبر كثافة سكانية، وتضم أيضا في طياتها الكثير من المشاكل والمعاناة والضحايا، نتيجة الإهمال والتقصير والاستغلال السياسي».
في السياق ذاته، أشار الزيات إلى أن «عددا من الجمعيات المدنية وجهت على امتداد السنوات الأخيرة إلى رئاسة «البيجيدي» لمجلس المدينة، مراسلات تنبه إلى الوضعية الصعبة التي باتت عليها تلك الأحياء الشعبية في المدينة، والتي يرأس أيضا مجالس مقاطعتها الحزب الحاكم»، منبها إلى أن «كل تأخير في إيجاد حل لهذه الأحياء هو تعقيد لكل الحلول الممكنة، وكلما ارتفع عدد ضحايا الجريمة وخريجي السجون وانتشار «القرقوبي»، وانسداد الأفق أمام شباب هذه الأحياء، وتفكيرهم في الهجرة السرية كأمل، يظل السطر الأخير والخلاص لهم من واقعهم»، محملا المسؤولية إلى ما قال عنه «غياب مشاريع تنموية ومخططات فعلية للنهوض بتلك الأحياء، وتحسين فرص العيش فيها».
من جانب آخر، أشار المتحدث ذاته إلى أن الائتلاف المدني سبق وطالب سلطة الوصاية بالتدخل للوقوف على ما آلت إليه الأوضاع التدبيرية بالمجلس الجماعي بالرباط وبمجلس مقاطعة اليوسفية، اللذين ساهما في تنمية المشاكل وليس في حلها، وأسهما أيضا في تدهورها أكثر، ومنها ائتلاف المناطق الخضراء وإهمالها على قلتها، عدم توفير فضاءات عمومية للسكان، وعجزهما عن التجاوب مع انتظارات السكان ومع الحركة الجمعوية. كما دعا الائتلاف سلطة الوصاية إلى «توحيد الرؤية التنموية بين كافة المتدخلين جهويا ومحليا، بإشراك فعلي للمجتمع المدني، من أجل تنسيق المجهودات والإمكانات وإنصاف المناطق الأكثر تضررا على مستوى التهيئة والنقل العمومي، والإنارة العمومية والتنمية الاقتصادية، ومنها العمل على إحياء الحي الصناعي لخلق فرص للتشغيل، وإعادة النظر في وضعية الإنارة العمومية التي تتميز بأضواء خافتة جدا، تساعد في تنامي ظاهرة «الكريساج»، ومتهالكة بالأحياء الشعبية».