إنزكان: محمد سليماني
أفادت مصادر مطلعة من داخل المركز الاستشفائي الإقليمي لإنزكان بأن مصلحة الأمراض العقلية والنفسية بالمستشفى تعيش على إيقاع اكتظاظ غير مسبوق، إلى درجة أن عدد المرضى الموجودين بالمصلحة يفوق الطاقة الاستيعابية بأضعاف، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة قد يذهب ضحيتها المرضى والطاقم الطبي والتمريضي على حد سواء.
وبحسب المعطيات، فإن عدد المرضى بالمصلحة هذه الأيام يفوق 200 نزيل، في الوقت الذي لا تتجاوز الطاقة الاستيعابية لمصلحة الأمراض العقلية والنفسية بالمركز الاستشفائي لإنزكان 70 سريرا فقط. واستنادا إلى المصادر، فإنه منذ واقعة تيزنيت الأخيرة، والتي قام فيها مختل عقليا بقتل سائحة داخل سوق شعبي، ومحاولة قتله مواطنة فرنسية أخرى بأكادير، تم إعطاء تعليمات من أجل جمع جميع المختلين العقليين من الشوارع العامة بتراب الجهة، وإيداعهم بمصلحة الأمراض العقلية والنفسية، وعدم السماح بإخراجهم من المصلحة تحت أي ظرف، مما رفع أعدادهم داخل المصلحة، رغم المعاناة الكبيرة التي يعانون منها بسبب قلة الأغطية والتغذية والأدوية.
من جانب آخر يجد الأطباء والممرضون صعوبة كبيرة في مراقبة النزلاء وتقديم الأدوية والمهدئات لهم نظرا لارتفاع عددهم، وهو ما يسبب ضغطا كبيرا لهم. وبحسب المعطيات، فإن حالة الاكتظاظ التي وصلت إليها المصلحة الطبية مؤخرا لم يسبق أن بلغتها، ذلك أنه حتى في عز أزمة ترحيل مرضى ضريح “بويا عمر” بعد إغلاقه، فإن المصلحة لم تتجاوز 120 نزيلا فقط.
إلى ذلك تعاني مصلحة الأمراض العقلية والنفسية من نقص كبير في الموارد البشرية، ذلك أن هذه المصلحة يوجد بها طبيب واحد متخصص، بعدما غادر زميله الوظيفة العمومية نتيجة انعدام ظروف العمل المواتية. وبعدما استبشر أهالي النزلاء خيرا بقدوم مجموعة من الأطباء الداخليين رفقة أستاذهم من كلية الطب بأكادير نحو مصلحة الأمراض العقلية والنفسية لإنزكان لتقديم الخدمات الطبية للنزلاء، عاد هؤلاء أدراجهم الأسبوع الماضي تاركين المصلحة خاوية على عروشها. واستنادا إلى المعطيات، فإن سبب مغادرة الأطباء الداخليين للمصلحة تعود بالأساس إلى تعرض الطبيبة المقيمة في الطب النفسي بالمركز الاستشفائي الجامعي بأكادير (ز. ص) لتهديد واعتداء أثناء فترة المداومة بمستشفى إنزكان. وبحسب المصادر فإن تكرار هذه الحوادث وتصاعد وتيرة خطورتها يجعل مزاولة العمل في ظروف طبيعة وآمنة أمرا صعبا.
وقد دخلت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين على الخط، حيث استنكرت بشدة ما أسمته المستوى المتدني الذي آلت إليه ظروف العمل داخل مصلحة الطب النفسي بالمركز الاستشفائي الإقليمي لإنزكان، وفي مقدمتها انعدام شروط الأمن والسلامة بشكل يعرض كل من الأطباء المقيمين والداخليين وطلبة الطب بالكلية وكافة العاملين بهذا المرفق الصحي للخطر المحدق، كما فضحت لجنة الأطباء الداخليين والمقيمين ظروف الاستشفاء التي وصفتها ب “اللاإنسانية والمزرية والتي لا تحترم أدنى حقوق الإنسان، مما يزيد من معاناة المرضى وأسرهم”، مطالبين بضرورة معالجة معضلة الأمن داخل مصلحة الطلب النفسي.