اقتحام دورة مجلس صفرو وهروب رئيسه
صفرو: لحسن والنيعام
على غرار عمال وعاملات معمل الألبسة الجاهزة، الذين يعانون من الطرد الجماعي بمدينة مكناس، والذين عمدوا، في دورة سابقة، إلى محاصرة عبد الله بوانو، عمدة مدينة مكناس، وجد جمال الفيلالي، رئيس جماعة صفرو، نفسه مطوقا بالعشرات من المواطنين المنحدرين من الأحياء ناقصة التجهيز، التي سبق أن وعدت من قبل حزب العدالة والتنمية، في الحملات الانتخابية السابقة، بأنها سترى برامج للتأهيل وإعادة الهيكلة، لكن السكان ظلوا ينتظرون لما يقرب من ثلاث سنوات على تولي الحزب ذاته لمسؤولية تدبير الشأن المحلي، دون جدوى.
ولم يستطع رئيس المجلس الجماعي لصفرو، رفقة أعضاء أغلبيته المسيرة، الصمود أمام أفواج من المواطنين الذين اقتحموا، صباح أول أمس الخميس، أشغال دورة استثنائية للجماعة، واضطر أمام سيل من الشعارات التي رفعت ضد أدائه إلى رفع «الشكل»، والإعلان عن تأجيل ما تبقى من النقاط إلى دورة أخرى استثنائية.
وقبل المرور إلى التصويت على النقطة الأولى في برنامج الدورة، والتي لها علاقة بالمصادقة على دفتر تحملات استغلال فضاءات الجماعة لإقامة معارض وألعاب ترفيهية، فوجئ الجميع بعشرات المواطنين يقتحمون قاعة الجماعة، ويرددون شعارات مناوئة لرئيس الجماعة.
وانتقد رئيس الجماعة، في تصريحات إعلامية، عدم تدخل السلطات المحلية لوقف هذه الشعارات المناهضة له، وعدم إخراج السكان المحتجين من القاعة، في وقت أشارت فيه المصادر إلى أن الدورة المذكورة كانت مفتوحة ولم تكن مغلقة، وكان على رئيس الجماعة أن يتدخل ويقنع المواطنين المحتجين بالجلوس إلى الحوار، عوض أن يصاب بالارتباك والدهشة ويفقد البوصلة، قبل أن يسارع إلى تأجيل مناقشة باقي نقاط الدورة، ويتهرب من تحمل المسؤولية.
ويطالب سكان غابة بلحمر بتحسين ظروف محلاتهم السكنية المهددة بالانهيار، نتيجة مجرى «واد أكاي»، وتم إدراجهم ضمن المستفيدين من إعادة الإيواء أسوة بسكان طريق عين الغازي. ويقول المحتجون إنهم متضررون من استبعاد المشرفين على العملية لملفاتهم. كما عرفت الدورة احتجاج سكان حي لالة يزة الذي يقع في قمة الجبل، والذي يعود إحداثه إلى بداية الثمانينات، نتيجة الهجرة القروية المرتبطة بسنوات الجفاف. ورغم انصرام أكثر من ثلاثة عقود على إحداثه، إلا إنه بقي بدون هيكلة. ويطالب السكان بتأهيل الحي وتسوية وضعيته العقارية، وربطه بشبكة الماء الصالح للشرب والإنارة العمومية.
وتنتقد فعاليات محلية مبالغة المجلس الجماعي للمدينة في عقد دورات استثنائية، وتورد بأن تحطيم الرقم القياسي في عقد هذه الدورات لم يقدم أي قيمة مضافة للمدينة، التي تراجعت جاذبيتها، وتدهورت أحياؤها الناقصة التجهيز، وتحولت إلى دواوير قروية في وسط المدينة. وكان من المرتقب أن تناقش الدورة عددا من النقاط، منها نقطتان أساسيتان لهما علاقة بتمويل الشطر الثاني من برنامج معالجة البنايات الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة، وتوزيع الدعم على الجمعيات المرتبطة باتفاقيات شراكة مع الجماعة.
وذكرت المصادر بأن الجماعة عليها، قبل أن تقدم على تمويل الشطر الثاني من برنامج البنايات الآيلة للسقوط في المدينة العتيقة، أن تعد تقييما حول دعم الشطر الأول، والذي سبق له أن أثار موجة احتجاجات كبيرة في المدينة. وذكرت المصادر ذاتها بأن تمويل الجمعيات يجب أن يفتح للنقاش، عبر تحديد المعايير والشروط المعتمدة لمنح هذا الدعم، بالنظر إلى إقصاء عشرات الجمعيات الجادة والحاضرة في الميدان.