أمر قاضي التحقيق بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط، قبل يومين، إيداع أربعة أشخاص من إقليم الخميسات، بينهم سيدتان، السجن المحلي بالعرجات، على خلفية اتهامهم باغتصاب قاصر توجد في وضعية صعبة بالعنف والاحتجاز والمشاركة في ذلك.
وجاء القرار الذي اتخذه قاضي التحقيق بناء على ملتمس تقدمت به النيابة العامة المختصة بنفس المحكمة، بعد عرض المتهمين الأربعة عليها في حالة اعتقال، من طرف عناصر المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بالخميسات، حيث اطلع الوكيل العام على المحضر الذي تضمن معطيات صادمة حول جريمة الاحتجاز والاغتصاب اللذين تعرضت لهما الطفلة القاصر من طرف شخص وطليقته، وزوجين آخرين تابعا كل التفاصيل داخل منزل بضواحي المدينة.
وحسب معطيات حصرية مرتبطة بهذه الفضيحة، التي هزت الرأي العام بالخميسات، كانت دورية أمنية تابعة للدرك الملكي تقوم بجولات ميدانية في إطار حملات أمنية واسعة النطاق أنجزتها كل المراكز الترابية والسرايا التابعة للقيادة الجهوية بالخميسات، قد عثرت على الفتاة في وضعية جد صعبة بالشارع العام وفي وقت متأخر من الليل، حيث صرحت بأنها هربت من منزل تعرضت فيه لأبشع صور الاستغلال الجنسي والاغتصاب من طرف وحش آدمي ثلاثيني بحضور طليقته وزوجين آخرين.
واستنفرت تصريحات القاصر عناصر الدرك الذين أبلغوا رؤساءهم والنيابة العامة المختصة، قبل أن يباشروا التحقيق بمساعدة الفتاة القاصر البالغة من العمر 16 سنة، التي تقاسمت مع المحققين عنوان المنزل الذي تعرضت فيه للاحتجاز والاغتصاب، حيث تم توقيف صاحبه رفقة طليقته، قبل أن يتم توقيف المتهمين الآخرين، وهما زوجان شابان عاينا تفاصيل الجريمة دون المبادرة إلى التدخل وإنقاذ الضحية من بطش الوحش الآدمي الذي اغتصبها بالقوة.
معطيات أخرى في غاية الإثارة توصل إليها البحث، بعد إحضار والدة الفتاة والاستماع إليها، كشفت أن المتهم الرئيسي الذي استدرج الفتاة القاصر إلى المنزل، قبل اغتصابها أمام طليقته وصديقه المقرب وزوجته، كان قد تقدم بطلب الزواج من القاصر الضحية، وقوبل طلبه بالرفض التام منها رغم مرونة والدتها التي أبدت موافقتها الأولية، ما دفعه للتفكير في الانتقام منها اغتصابها بالعنف، وهو ما اشتغل عليه رفقة طليقته التي ظلت تقطن معه بنفس الشقة رغم طلاقهما، حيث تمكنا من استدراج الفتاة واحتجازها بحضور زوجين آخرين تعودا على مرافقة الطليقين في جلسات خمرية يومية، قبل أن يقوم باغتصابها بالقوة وافتضاض بكارتها أمام أنظار طليقته والمتهمين الآخرين اللذين جرى إيداعهما السجن رفقة طليقة المتهم بتهمة المشاركة في احتجاز واغتصاب قاصر بالعنف.
ورغم إصرار المعني على الإنكار، رفقة باقي المتهمين، فقد نجح المحققون في محاصرته بأدلة قاطعة عززها التقرير الطبي المترتب عن الخبرة المنجزة على الضحية القاصر، حيث أكد واقعة الاغتصاب بالقوة، المتزامنة مع نفس التوقيت الذي ورد على لسان الضحية، فضلا عن وقوف المحققين على تناقضات صارخة في تصريحات المتهم الرئيسي وطليقته، وشركائهما لدى الضابطة القضائية، تشير إلى حضورهم أطوار الجريمة ومساهمتهم فيها. ويرتقب أن تكشف التحقيقات التفصيلية التي سيخضع لها المتهمون من طرف قاضي التحقيق عن تفاصيل أخرى في هذه النازلة.
وارتباطا بالوضع الأمني بالخميسات، أسفرت حملات أمنية واسعة النطاق أنجزتها مصالح الدرك الملكي بالقيادة الجهوية بالخميسات وكل المراكز والسرايا التابعة لها عن اعتقالات بالجملة شملت عشرات المبحوث عنهم في قضايا السرقة والاتجار في الممنوعات والاعتداءات وغيرها، واستأثرت مناطق سيدي عبد الرزاق والرماني وتيفلت بحصة الأسد من هذه التدخلات والاعتقالات.
