محمد وائل حربول
قام سكان حي أمرشيش القريب من مجموعة من الكليات التابعة لجامعة القاضي عياض بمنطقة الداوديات، بداية الأسبوع الجاري، بتوجيه شكاية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية، ضد عدد من الفتيات اللواتي يمتهن «البغاء»، حيث جرى اتهامهن من طرف سكان المنطقة بتحويل منزلهن لوكر خاص بـ «الفساد» ما حول حياة المتضررين إلى جحيم لا يطاق بفعل الأجواء الصاخبة بالمنزل المذكور، فضلا عن الصراخ والمناوشات المتتالية التي تقع داخله، إضافة إلى توافد عدد من المجرمين وأصحاب السوابق القضائية عليه.
واستنادا إلى المعلومات ذاتها، فقد التمس السكان من النيابة العامة أخذ شكايتهم بعين الاعتبار بسبب المنزل الكبير الذي يتوسط منازلهم والذي تتخذه مجموعة من «فتيات الهوى» مكانا خاصا، إذ أشارت الشكاية التي اطلعت عليها الجريدة، إلى أن كل الفتيات اللواتي يقطن المنزل «يتحركن على مستوى النوافذ والسطح أو خارجه بلباس وأوضاع مخلة بالحياء على مرآى ومسمع الجيران» مشيرين إلى أن الأمر تعدى ذلك من خلال ولوج عدد من الشبان بمعية الفتيات المذكورات بدون أدنى حرج ووسط غياب الأمن والسلطات الرقابية، وبالرغم من رفع شكايات متتالية في هذا الموضوع.
وأوضح المتضررون بمنطقة الداوديات، في اتصال مع الجريدة، أن صاحبات المنزل الكبير أصبحن يهددن سلامة الأطفال والفتيات بالحي، بل منهن من لم تمنعها تحركات السكان وشكاياتهم عن التوقف عما تفعلنه، بل تقمن بتوعد كل من يقف أمامهن، فيما ذكرت الشكاية المرفوعة لوكيل الملك أن المنزل «يتردد عليه أصناف من الرجال حيث تتوقف بباب المنزل وبالشارع العام سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة وسيارات الخواص والدراجات لإنزال بعضهن أو أخذهن إلى أماكن أخرى دون الإغفال عن العربدة والشجار طيلة الليل وحتى الساعات الأولى من الصباح».
وقال المشتكون إن ما يحدث وسط الحي «يحجب عنهم النوم والراحة، إذ تستمر الحفلات الصاخبة بقلب المكان دون خوف، كما تستمر الشجارات والضجيج، إذ كانت آخر فصول هذا الصراخ قبل أيام عندما استيقظ السكان على «صراخ وضجيج صارخ من شخص في حالة عربدة مع إحدى ساكنات المنزل المذكور واتصلت إحدى الجارات بديمومة الأمن الذين حضروا إلى عين المكان وتم اعتقال الجاني» حسب الشكاية ذاتها.
وفي سياق آخر، واصلت السلطات المحلية بالملحقة الإدارية المسيرة بمقاطعة المنارة، بتنسيق مع عناصر الدائرة الأمنية 11، شن حملتها التي بدأت منذ نهاية الأسبوع الماضي على مقاهي «الشيشة» بعدد من أحياء منطقة المسيرة، حيث داهمت خلال عمليتها الأخيرة بحر الأسبوع الجاري أحد المقاهي المعروفة بالمنطقة المذكورة، ما أسفر عن حجز أزيد من 20 نرجيلة، وكميات كبيرة من مادة المعسل، فضلا على توقيف أزيد من 18 شخصا بعين المكان.
كما واصلت عناصر المنطقة الأمنية الثالثة، شن حملتها الأمنية القوية على مقاهي الشيشة ومقاهي القمار غير المرخصة، الموجودة بتراب مقاطعة المنارة، إذ أفاد مصدر أمني لـ «الأخبار» بأن الحملة التي يشرف عليها رئيس المنطقة الأمنية الثالثة بمعية نائبه ورؤساء الدوائر الأمنية (17- 8-13-11)، أسفرت خلال الأيام القليلة الماضية عن حجز أزيد من 70 نرجيلة، وعدد من المعدات التي تستعمل في تدخين «الشيشة»، كما تم توقيف مجموعة من مسيري المقاهي وعدد من زبنائهم، ليتم تحرير محاضر قانونية ضد كل الموقوفين.
وحسب المصدر ذاته، فإن الحملة الكبيرة المذكورة تأتي، بعد تفشي ظاهرة مقاهي «الشيشة» بمقاطعة المنارة، وبعد أن أصبح مسيروها يقدمون هذه الخدمة لزبنائهم بشكل علني وأمام مرآى الجميع، الشيء الذي أثار حفيظة رئيس المنطقة الأمنية الثالثة والسلطات المحلية، قبل أن تقدم على خوض حملة ضد هذا النوع من المقاهي وضد كل المخالفين.
