طاطا: محمد سليماني
استنفرت المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بمدينة طاطا عددا من أطقمها الصحية والطبية والتمريضية، وذلك بعد ظهور طفح جلدي على أجساد عدد من الأشخاص والأطفال والنساء بعدد من مناطق الإقليم التي عرفت خلال الفترة الأخيرة تساقطات مطرية، وسيلان أودية كثيرة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد انتقلت، يوم الخميس الماضي، الفرقة الصحية رفقة السلطة المحلية بقيادة تمنارت إلى دواري «واوكرضا» و»اكجكال»، اللذين عرفا تساقطات مطرية هامة، أدت إلى فيضانات أودية تخترق المنطقة، وذلك لفحص المصابين بمرض جلدي ظهر على أجساد وظهور عدد من الأشخاص. وتم تزويد المصابين بالمراهم والأدوية الضرورية ضد هذا الطفح الجلدي، والذي تبين للفرقة الطبية أنه ناتج عن لسعات بعض الحشرات التي تكاثرت بعد مرور الفيضانات الأخيرة.
وتمت متابعة فحوصات المصابين من قبل أطباء اختصاصيين، رغم أنها حالات لا تدعو للقلق، كما قررت المندوبية الإقليمية تنظيم متابعة منتظمة ويومية لهذه الحالات المصابة، في أفق تنظيم قوافل طبية وتمريضية أخرى في الأيام المقبلة إلى المناطق التي عرفت فيضانات بالإقليم، وذلك في إطار البرنامج الإقليمي لليقظة الوبائية، والمجهودات التي تقوم بها المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بطاطا، في إطار التغطية الصحية ووقاية السكان في مجال العلاجات الأساسية.
وبإحدى الوحدات المدرسية بمنطقة «دودرار»، التابعة لجماعة تيزغت، حلت فرقة طبية وتمريضية متنقلة بهذه المدرسة، حيث قامت بإجراء كشوفات وفحوصات لعدد من التلاميذ المصابين بالطفح الجلدي، الذي تبين كذلك أنه ناتج عن لسعات البعوض والحشرات. كما يجري التنسيق مع السلطات المحلية بعدد من مناطق إقليم طاطا، وذلك لتتبع الحالة الصحية للسكان، بعد الفيضانات الأخيرة.
وفي إطار الوقاية من الأمراض المعدية واليقظة الوبائية، تباشر السلطات المحلية والجماعات الترابية بعدد من مناطق إقليم طاطا حملات تعقيم واسعة لجنبات الأودية والبرك والأحواض المائية بمسارات الأودية، باعتبار هذه الأوساط تشكل منبعا للوائح الكريهة والحشرات المعدية. كما أن تعقيم البرك المائية من شأنه أن يحمي سكان المناطق المحاذية من الأوبئة والأمراض، خصوصا وأن بعض المناطق بأودية طاطا عثر بها على جثث الضحايا الذين جرفتهم السيول، والذين قضى بعضهم أياما قبل العثور عليهم، إلى درجة أن بعض الجثث بدأت في التحلل.
وفي سياق متصل، ارتفع عدد الجثث التي تم العثور عليها إلى حدود، مساء أول أمس الأحد، إلى 13 جثة، فيما يجري البحث عن ثلاثة مفقودين من ركاب الحافلة التي جرفتها السيول، حيث جرى دفن كل الجثث التي تم العثور عليها بمساقط رؤوس أصحابها، بعد تحديد هوية كل واحد من قبل فرقة للشرطة العلمية. كما تم فتح أزيد من 90 في المائة من المحاور الطرقية والمسالك في وجه حركة السير، وعادت مختلف الخدمات إلى العمل، بعد إصلاح الأعطاب التي لحقت شبكات الماء الصالح للشرب والكهرباء والاتصالات.