استنفار بآسفي بسبب رائحة الماء النتنة و«راديس» تلجأ إلى المضادات الكيماوية
المَهْدي الكرَّاوي
سجلت طيلة اليومين الماضيين حالات واسعة من الفزع بين سكان مدينتي جزولة وسحيم بإقليم آسفي، بعد تسجيل تغير ملحوظ وغير عادي في جودة مياه الشرب التي توزعها الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء «راديس»، بعدما وقف العديد من المواطنين على وجود تغيير غير عادي في رائحة مياه الشرب، مما تسبب في حالة هلع كبرى.
وكشف مواطنون من جزولة وسحيم، في اتصال لهم مع «الأخبار»، أنهم أصبحوا محرومين من استهلاك مياه الشرب بفعل الرائحة النتنة التي تنبعث منها، وأيضا بفعل فقدانها للشفافية والصفاء، وأيضا لوجود لون غير طبيعي بها، وهو الأمر الذي خلق رعبا حقيقيا وسط السكان، وأدى إلى نفاد قنينات المياه المعدنية التي تهافت السكان على شرائها بكميات كبيرة من عند التجار، بعدما أصبح السكان يعافون رائحة مياه الشرب ولم يعودوا يثقون في جودتها.
من جهتها، اضطرت وكالة «راديس» إلى الإعلان عن انقطاع في التزود بالماء الصالح للشرب طيلة يوم أمس (الخميس) لمباشرة أشغال وضع تجهيزات جديدة بالمركب الهيدروليكي اعزيب الدرعي، في وقت كشفت مصادر من داخل الوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء أن حالة استنفار تعيشها جميع المصالح بعدما تم ضبط تسرب روائح نتنة إلى مياه الشرب التي توزع عبر القناة الرئيسية للماء الصالح للشرب، وأن تعليمات مشددة أعطيت للتقنيين الساهرين على مراقبة جودة المياه بمعالجة مشكل هذه الروائح النتنة بالإكثار من استعمال المضادات الكيماوية.
هذا وكشفت معطيات ذات صلة أن المياه التي يتم تزويد إقليم آسفي بها تجلب من السد المائي، وأيضا من بحيرة آسنة غير محروسة ولا تتوفر على أدنى شروط السلامة الصحية من منطقة دار السي عيسى التي تبعد عن مدينة آسفي بحوالي 20 كيلومترا، وهي المياه التي تتم معالجتها بكميات ضخمة من الأدوية من أجل تطهيرها قبل أن توزع على مضخات مياه الشرب.