شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

استنفار 150 عاملا لتنظيف غابة المريسات بطنجة

تعليمات بجعلها متنفسا وإنقاذها من تهديد المشاريع العقارية

طنجة: محمد أبطاش

كشفت مصادر مطلعة أنه جرى، أول أمس السبت، استنفار نحو 150 عامل نظافة بطنجة، تحت إشراف سلطات المدينة، في إطار عملية واسعة لتنظيف غابة المريسات، التي كانت تعاني من الإهمال طيلة السنوات الماضية، وأضحت المشاريع العقارية بما فيها فيلات سكنية تهدد بإعدامها ومحوها من المجال الغابوي الذي تتوفر عليه عاصمة البوغاز. وحسب المصادر، فإن الأمر يأتي في إطار مجهودات صيانة المنطقة وإعدادها لاستقبال مشاريع إعادة التأهيل مستقبلا.

وخلال هذه العملية الأولى من نوعها، تم ملء ما مجموعه 12 حاوية للنفايات من فئة 16 مترا مكعبا، في عملية تلعب دورا كبيرا في حماية هذا الوعاء الغابوي من مخاطر الحرائق خلال فصل الصيف وكذا عمليات الترامي والتجزيء السري والاقتطاع من طرف بعض الخواص، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار لهذا الفضاء الذي سيعرف مستقبلا مشاريع لإعادة التهيئة، علما أنه سيتم تجهيزه مباشرة بعد انتهاء أشغال التنظيف بحاويات لوضع النفايات.

وكانت سلطات طنجة قد سبق أن توصلت بمعطيات تدق ناقوس الخطر حول إطلاق مشاريع عبارة عن «فيلات» موجهة إلى الطبقة الميسورة بالمدينة ونواحيها، وبعض المستثمرين الكبار، والتي ستؤدي حتما إلى إقبار آخر ما تبقى من الغطاء الغابوي لغابة «المريسات».

وخلال سنة 2016، تفاجأ متتبعون بمنح تراخيص إقامة التجزئة المذكورة آنفا، في الجزء المتبقي من غابة «المريسات»، خصوصا بعد أن تمت إحاطة المساحة الشاسعة بالأسوار قصد حجب الرؤية، مما جعل إحدى الهيئات المهتمة بالبيئة تدخل على الخط للمطالبة بتقديم توضيحات للرأي العام حيال ما يجري خلف هذه الأسوار، داعية في الآن ذاته إلى وقف ما أسمته بهذا الزحف، وفتح تحقيق حول هذه القضية للتأكد من مدى سلامتها وتوافقها مع المعايير البيئية والعمرانية والقانونية، سيما وأن المئات من الأشجار مهددة بالقطع الكامل، في حال تمت إقامة هذا المشروع.

وثمنت مصادر متتبعة قضية استنفار عمال النظافة لإنقاذ الغابة المعنية، خاصة وأن مشروعا عقاريا أقيم فوق غابة «الغندوري»، قبل عشر سنوات، غير أنه سرعان ما أعقبه ظهور صعوبات في الإنجاز، وانكشاف عدد من الأخطار من ضمنها عدم صلاحية المساحة المخصصة للبناء وإقامة مشاريع عمرانية، بسبب تصدع التربة ووقوع انهيارات قوية أدت إلى إتلاف البنيات التحتية المنجزة كشبكات الصرف الصحي والطرق، وهو ما انعكس بشكل سلبي على بقية المناطق المحيطة بالمشروع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى