حسن الخضراوي
على الرغم من الوعود التي منحت للمحتجين على اختلالات النقل المدرسي بمناطق بشفشاون ووزان بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، بالتدخل لضمان استفادة الجميع وبحث التخفيف من الاكتظاظ، إلا أن الاحتجاجات التلاميذية مازالت مستمرة، وانتقلت الشكايات من مكاتب المسؤولين، إلى المواقع الاجتماعية ووسائل التواصل الحديثة، حيث تم تبادل ونشر مقاطع فيديو تظهر حجم الاكتظاظ وتلاميذ ينتظرون بأماكن تحت جنح الظلام، وشكايات حول الإقصاء وغياب الجودة في الخدمات الخاصة بالنقل المدرسي.
وحسب مصادر مطلعة فإن العديد من التلاميذ بوزان وشفشاون، يستمرون في الاحتجاج على الاكتظاظ في النقل المدرسي، ومشاكل الإطعام بالداخليات ودور الطالب، فضلا عن قيامهم بتوثيق رحلات لتلاميذ في ظروف تنقصها شروط السلامة والوقاية من الأخطار، ونشر ذلك على المواقع الاجتماعية، مع توجيه مطالب للسلطات الإقليمية بالتدخل لتصحيح الأوضاع.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن مصالح وزارة الداخلية بالشمال، تتعقب معلومات حول صراعات سياسية وتصفية حسابات تعرقل السير العادي للنقل المدرسي، فضلا عن البحث في كافة الشكايات التي تنشر على المواقع الاجتماعية للتأكد من تفاصيلها، وإنجاز تقارير مفصلة يمكن على ضوئها تصحيح مجموعة من الاختلالات وتدبير المرحلة، في انتظار تعزيز كافة المناطق القروية بسيارات إضافية للنقل المدرسي، بتنسيق مع كافة المؤسسات المعنية.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن مشاكل النقل المدرسي بقرى الشمال، من أبرز أسباب ارتفاع الهدر المدرسي، سيما في صفوف التلميذات، وذلك بسبب بعد المؤسسات التعليمية عن مقرات السكن، وصعوية التضاريس والتقلبات الجوية خلال فصل الشتاء، ناهيك عن مشاكل الاكتظاظ، حيث سبق وقامت المؤسسات المسؤولة بوضع خطط متعددة لتغطية النقل المدرسي لكافة المناطق وتجاوز الإكراهات والمعيقات.
وذكرت مصادر الجريدة أن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عوضت فشل المجالس الجماعية لسنوات في الاهتمام بالنقل المدرسي ودعمه والمساهمة في هيكلته، وتوفير شروط السلامة والوقاية من الأخطار، تشجيعا للتلاميذ على التمدرس، والتخفيف من ظاهرة الهدر المدرسي في صفوف التلاميذ والتلميذات، وضمان الحق الدستوري في التعليم وفق الجودة المطلوبة.