ما زالت الإضرابات المتواصلة، للتنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، تثير غضب ممثلي آباء وأولياء التلاميذ، الذين احتجوا على سلسلة الإضرابات، معتبرين أنها «غير قانونية»، ودعوا وزارة التربية الوطنية إلى «أخذ حق التلاميذ، باعتبارهم الحلقة الأضعف في سياق شد الحبل بين الأساتذة ووزارة بنموسى».
وجاء موقف الآباء في الوقت الذي قرر المجلس الوطني لتنسيقية الأساتذة المتعاقدين الاستمرار في الإضراب عن العمل، الذي تخوضه منذ أيام، وعبر عن إدانته للعقوبات «الانتقائية والانتقامية» الصادرة عن مجالس تأديبية وصفها بـ«الشكلية»، ولا أساس قانونيا لها، معلنا عن تضامنه مع الأستاذات والأساتذة الذين تم انتقاؤهم بهدف الانتقام منهم، داعيا في الوقت نفسه إلى التراجع عنها وسحب كل العقوبات «الجائرة».
في السياق ذاته، دعا المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد، إلى تأجيل الإنزال الوطني الذي كان مبرمجا خلال العطلة البينية الحالية بالرباط، «جراء استمرار الوزارة في عرض الأساتذة على المجالس التأديبية»، حسب التنسيقية، التي أدانت ما قالت إنها مواصلة الحكومة الهجوم على الخدمات الاجتماعية عموما والتعليم، وسعيها جاهدة «إلى تكسير الصفة الاعتبارية للأستاذ داخل المجتمع، عبر إخضاعهم لمجالس «صورية تأديبية زورا»، اتخذتها فرصة للتحقيق والسب والشتم، ونعت الأساتذة بنعوت قدحية»، موضحة أن «مسلسل اضطهاد أساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد، ما زال مستمرا وأصبح عنوانا لتعامل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مع فئتهم، في الوقت الذي توهم الرأي العام بخطاب دولة الحق والقانون».
من جانبه، انتقد المرصد الوطني للتربية والتكوين استمرار الإضرابات في القطاع، منبها إلى أن التلميذ يضيع في زمن التعلم والتكوين بسبب هذا الاحتقان، مما يتسبب في خلل بنيوي يمس المنظومة بكل مستوياتها ومكوناتها، معبرا عن استعداده للوساطة بين المعنيين بهذه الملفات والقطاع الوصي والنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية، بهدف إيجاد حلول متوافق عليها تضمن الحقوق والواجبات، رافضا «اتخاذ التلاميذ رهينة مهما كانت الأسباب والظروف والإخلال بالواجب المهني، وضرورة ربط الواجبات والحقوق كاملة». مذكرا بكون أسباب التوتر وانسداد باب الحوار يتقاسمها مجموعة من المسؤولين مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا، مجددا رفضه التام ما آلت إليه أمور المنظومة التربوية من اضطرابات وتوترات وعلاقات الشد والجذب بين الأساتذة والمسؤولين، بلغت حد اتخاذ مجموعة من المديريات الإقليمية لقرارات غير مسبوقة، وهو ما يشكل عنوانا بارزا لهشاشة وضعيات نظامية.
النعمان اليعلاوي