بث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بطنجة أشرطة «فيديو» تظهر انتعاش ظاهرة سرقة الرمال عبر الدراجات ثلاثية العجلات، أو ما تعرف بـ«التريبورتورات»، حيث تم تسجيل تزايد هذه الظاهرة بشكل متفاوت. ويختار هؤلاء وقت الصباح الباكر للقيام بعملياتهم، في تحد واضح للقوانين الجاري بها العمل، وكذا السلطات المختصة في هذا الشأن، حيث وثق النشطاء بعض عمليات السرقة في ساعات صباحية، سيما خلال شهر رمضان، حيث تنقص الحركية في الساعات الصباحية الأولى، مما يشجع على انتشار الظاهرة.
ورغم وجود تعليمات لمصالح الدرك الملكي بكل السدود القضائية المحيطة بطنجة، بضرورة فرض مراقبة وتفتيش الشاحنات المختصة في الرمال، إلا أنه بات من الضروري التحرك لمراقبة الشواطئ أيضا، خاصة وأن السلطات المختصة وردت عليها تقارير تكشف وجود شاحنات تقوم بتهريب رمال الشواطئ انطلاقا من السواحل المحلية للعرائش وأصيلة وغيرهما باتجاه مدينة طنجة، لاستغلالها في البناء، حيث يرتفع الطلب على هذا النوع من الرمال.
كما تقوم مصالح الدرك الملكي من جانبها بحملات تستهدف المستودعات المحلية المحيطة بمداشر طنجة، حيث تفرغ الحمولات بتلك المستودعات التي يشتري أصحابها تلك الرمال، قبل أن يعيدوا بيعها إلى تجار الرمال بمختلف المدن الشمالية، في حين يتم كذلك استغلال الرمال المنهوبة من الشواطئ عبر الدراجات المذكورة، في هذا الإطار.
وتلقت المصالح الحكومية الوصية كذلك من لدن برلمانيين، أخيرا، تقارير حول وجود عمليات تهريب سرا للرمال باتجاه طنجة، مما يتسبب في اختلال التوازن البحري المحلي في ظل التحديات المناخية، خاصة وأن مؤسسات تابعة للصيد البحري وجهت عدة مراسلات في هذا الشأن إلى المصالح المركزية حول هذه الظاهرة، حيث يتم تهريب أطنان من الرمال انطلاقا من سواحل العرائش وإدخالها إلى طنجة، باستعمال مختلف الآليات المتوفرة، وبعدها يتم توجيهها سرا صوب أوراش البناء وغيرها، في تحد واضح لكل القرارات المرتبطة بالحد من استنزاف رمال هذه الشواطئ.
وكانت ظاهرة سرقة الرمال بالشواطئ المحلية لبعض المدن الشمالية منها طنجة والعرائش قد عادت إلى الواجهة، وهو ما استنفر مصالح الدرك الملكي، التي شرعت في القيام بدوريات على طول الشاطئ، لوقف نزيف هذه الظاهرة. وأوضحت المصادر أن هؤلاء اللصوص يختارون أوقاتا بعينها، سيما على مستوى الليل أو الصباح الباكر، حيث يتوجهون بهذه الرمال إلى مشاريع خاصة للبناء، مقابل مبالغ مالية مهمة، نظرا إلى تكلفة مثل هذه الرمال التي يتم اعتمادها في البناء. ويطالب النشطاء ومهنيو الصيد مختلف المصالح الوصية بالقيام بحملات تحسيسية للتنبيه إلى مخاطر هذه السرقات، التي تكون لها آثار وخيمة على البيئة البحرية وغيرها، خصوصا أن غياب هذه الرمال يتسبب في اختلال الوضع البيئي، حيث تتخذه بعض الأسماك مكانا للتوالد.
طنجة: محمد أبطاش