الخميسات: المهدي لمرابط
تم، أخيرا، تفكيك شبكة خطيرة متخصصة في ترويج الأقراص الصيدلية المهلوسة، كان أفرادها يتحصلون أسبوعيا على ما يزيد عن تسعين علبة من أنواع مختلفة، عبر استعمال أختام ووصفات طبية مزورة، يستغلونها في سحب هذه الكميات من صيدليات توجد بمناطق بعيدة عن مدينة الخميسات، لعدم لفت الانتباه إلى أصحابها، أو ترصدهم من قبل رجال الأمن. وقد تمت إحالة أحد العناصر الثلاثة المكونة للعصابة، التي وزع أفرادها الأدوار في ما بينهم على استئنافية الرباط، التي تابعته من أجل تكوين عصابة إجرامية متخصصة في ترويج الأقراص الصيدلية المهلوسة، والمشاركة في ذلك، والتزوير واستعماله.
وحجزت عناصر من فرقة الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الإقليمية لأمن الخميسات لدى الموقوف، أثناء إخضاع مسكنه لتفتيش دقيق بعد استشارة النيابة العامة المختصة، عن خاتمين مزورين؛ أحدهما يحمل اسم دكتور متخصص في الأمراض العقلية والنفسية بمدينة مكناس، وخاتم ثان مزور أزرق اللون، بالإضافة إلى ورقتي مرض مزورتين خاصتين بمنخرطي تعاضدية القوات المسلحة الملكية عبارة عن وصفتين طبيتين، كما ضبطت لديه لحظة تفتيش منزله ثلاث صفائح بلاستيكية تحمل حروفا باللغة الفرنسية تستعمل في عملية التزوير، ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية تعود لمشارك لهم.
وجرى إيقاف المتهم المعروف بسوابقه القضائية في الاتجار في الأقراص المهلوسة (القرقوبي)، على خلفية ما سبق أن صرح به متهم سبق للمصلحة الأمنية المذكورة أن قدمته من أجل التهم أعلاه، حيث أفاد في معرض تصريحاته لدى الضابطة القضائية كون الموقوف يبقى مزوده الرئيسي بالأقراص الصيدلية المهلوسة، والذي حررت في حقه حينها مذكرة بحث وطنية إلى حين إيقافه.
الموقوف وخلال الأبحاث الأولية التي أجريت معه، اعترف تلقائيا أنه بعد مغادرته للسجن الذي قضى به عقوبة حبسية على خلفية التهم ذاتها، عاود مباشرة نفس التجارة المُجَرمة كونها تدر عليه أرباحا طائلة، بعدما التقى باثنين من مشاركيه اتفقوا جميعا على توسيع نشاطهم وتقسيم الأدوار في ما بينهم، بهدف التزود بأكبر قدر من علب الأقراص المهلوسة، حيث تكلف أحد مشاركيه بتزوير الخاتمين اللذين ضبطا لديه، أحدهما بحوزته والثاني بحوزة مشاركه الأول الذي يتكلف بملء الوصفات الطبية بخط يده، ليتجه عقب ذلك كل منهم صوب مدينة معينة قصد سحب علب الأقراص الصيدلية المهلوسة من صيدلياتها، حيث يصل بحسب إفادة مصادر الجريدة مجموع ما يتحصل عليه المتهمون الثلاثة أسبوعيا، إلى حوالي 90 علبة يعملون على ترويجها عبر مساعد مشارك آخر لهم.
عقب ذلك وبتعليمات من النيابة العامة انتقلت عناصر من الشرطة القضائية بالخميسات، وبإرشاد من الموقوف نحو الصيدليات المتردد عليها، خصوصا بضواحي فاس، والتي نفى صاحبا اثنتين منها تزويد المتهم بأقراص «القرقوبي»، كما رفضا الحضور إلى المصلحة الأمنية قصد الاستماع إليهما، بالرغم من استدعائهما.