شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرخاص

ارتفاع صاروخي في أسعار الكتاكيت يرفع أثمنة اللحوم البيضاء

سعر الكتكوت ارتفع من 4 دراهم إلى 13 درهما

شكلت الوضعية الحالية لقطاع الدواجن وتزويد السوق الوطنية بلحوم الدواجن وبيض الاستهلاك خلال شهر رمضان 1446 هـ، محور اجتماع جرى بين أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووفد من المجلس الإداري للفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن. وفي هذا الصدد قالت الفيدرالية، في بلاغ لها، إن المهنيين أكدوا، بهذه المناسبة، اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان تزويد السوق بشكل طبيعي.

مقالات ذات صلة

 

عاملان رئيسيان وراء ارتفاع الأسعار

شهدت أسعار الدواجن في المغرب خلال الأيام الأخيرة ارتفاعًا صاروخيا، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 27 درهما، ما أثار استياء واسعا في صفوف المواطنين.  وفي هذا السياق، أوضح منتصر مصطفى، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، في اتصال مع “الأخبار”، أن هذا الوضع يعود لعاملين رئيسيين. العامل الأول يتمثل في الضغط المتزايد على لحوم الدواجن، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وقلة العرض فيها، وكذلك الراحة البيولوجية للأسماك مما أدى إلى ارتفاع الطلب على اللحوم البيضاء، وبالتالي هذا الارتفاع في الطلب ساهم في زيادة أسعارها. أما في ما يخص العامل الثاني، قال رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، إنه مرتبط بالظروف المناخية، حيث تشهد العديد من المناطق المغربية، وخصوصا الداخلية منها، تفاوتًا كبيرًا في درجات الحرارة بين الليل والنهار، إذ تصل الحرارة نهارًا إلى 26-28 درجة مئوية، بينما تنخفض ليلًا إلى ناقص درجتين. وأضاف المصدر ذاته أن هذا التغير الحاد أثر بشكل كبير على الإنتاجية، التي انخفضت بنسبة تتراوح بين 18 في المائة و20  في المائة. مستشهدا، “على سبيل المثال، كان متوسط وزن الدجاج قبل 15 يومًا يتراوح بين 2.3 و2.5 كيلوغرام، بينما أصبح الآن 1,9 كيلوغرام، مما ساهم في زيادة تأثير ارتفاع الطلب على الأسعار”. وتابع منتصر في حديثه مع “الأخبار”: “قمنا بزيادة الإنتاج، حيث انتقلنا من تربية 7.5 ملايين كتكوت أسبوعيًا، في شهري ماي ويونيو، إلى ما بين 9.5 و10 ملايين كتكوت أسبوعيًا في الشهور الأخيرة. كما قمنا باستيراد الكتاكيت من الولايات المتحدة الأمريكية نظرا لقلتها أو حتى ندرتها بأوروبا. وبسبب طول الطريق من الولايات المتحدة الى المغرب تنفق العديد من الكتاكيت”.

وقال المتحدث “يجب علينا استكشاف حلول أخرى لضمان الأمن الغذائي للبلاد، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، وتقليل اعتمادنا على السوق الأوروبية. لقد اقترحنا على الحكومة التوجه نحو شركتين كبيرتين متخصصتين في تربية السلالات الأم، إحداهما في الولايات المتحدة والأخرى في لندن. في خطوة استباقية، قمنا بالفعل بإجراء اتصال مع الشركة الأمريكية، التي دعوناها للقاء المسؤولين المغاربة. تتطلب هذه الشركة مساحة تتراوح بين 700 و800 هكتار، تقع بعيدًا عن مناطق إنتاج الدواجن، للاستثمار في إنتاج سلالات التكاثر من نوع اللحم”. ستتيح هذه الخطوة للمغرب تنويع مصادر التوريد، وإنتاج محلي لسلالات التكاثر من نوع اللحم، والتوقف عن الاعتماد فقط على السوقين الإسباني والفرنسي، اللذين يواجهان قدرة إنتاجية محدودة” يوضح مصطفى منتصر. القضية الأخرى التي أشار إليها المتحدث هي ارتفاع سعر الكتاكيت، حيث “ارتفع من 4.5 دراهم للكتكوت إلى حوالي 13 درهمًا. إنه رقم ضخم!”. “هذه أول مرة في المغرب يصل فيها سعر الكتاكيت إلى هذا المستوى”، حسب رئيس الجمعية، الذي يوضح أن “هذا الوضع مرتبط مباشرة بنقص سلالات التكاثر من نوع اللحم، حيث تظل الكميات المتوفرة في المغرب قليلة”. و قال المتحدث إنه على الرغم من أننا قمنا بزيادة وارداتنا من سلالات التكاثر بنسبة 14 في المائة، إلا أن أسعارها لا تزال مرتفعة، بسبب الضغط على الدواجن. نحن في نظام ليبرالي، وبالتالي لا يمكننا مطالبة منتجي الكتاكيت بخفض أسعارهم”. وبالإضافة إلى المفاوضات مع الشركة الأمريكية، التي تمت الإشارة إليها سابقًا، تم اتخاذ إجراءات جزئية أخرى بالفعل. في دجنبر 2024، قمنا باستيراد 600,000 ديك رومي، مما سيمكننا من زيادة إنتاج اللحوم الوطنية بنسبة 50 في المائة بحلول شهر مارس المقبل.” علاوة على ذلك، أردف رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، بأن سعر التبن المستخدم في التربية ارتفع كذلك من 12 درهمًا للبالة الواحدة إلى 55 درهمًا. بالإضافة إلى ذلك، برودة الطقس زادت من الحاجة إلى التدفئة، مما رفع تكلفة الغاز المستخدم، مبرزا أن كل هذه العوامل مجتمعة أسهمت في ارتفاع أسعار الدواجن.

 

حوالي 3,5 ملايين وحدة واردات أمهات الكتاكيت

حسب بلاغ للفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، خلال اجتماع جرى بين أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووفد من المجلس الإداري للفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن فقد بلغت واردات أمهات الكتاكيت صنف اللحم 3,468 ملايين وحدة، نهاية أكتوبر من سنة 2024، مقابل 3,051 ملايين وحدة خلال الفترة ذاتها من سنة 2023، أي بزيادة قدرها زائد 14 بالمائة، لافتا إلى أن واردات أمهات الكتاكيت صنف الديك الرومي بلغت 136.376 وحدة متم أكتوبر 2024، مقابل 131.511 وحدة متم أكتوبر 2023، أي بزيادة قدرها زائد 4 بالمائة. ومن جانبها، بلغت واردات أمهات الكتاكيت صنف البيض 267.667 وحدة متم أكتوبر 2024، مقابل 204.714 وحدة متم أكتوبر 2023، أي بزيادة قدرها زائد 31 بالمائة. كما بلغت واردات كتاكيت الديك الرومي 1,635 مليون وحدة متم أكتوبر 2024، مقابل 552.090 وحدة متم أكتوبر 2023، أي بزيادة قدرها +196 بالمائة. وفيما يتعلق بالإنتاج، ذكر المهنيون إنتاج 391,137 مليون كتكوت صنف اللحم متم أكتوبر 2024، مقابل 370,946 مليون كتكوت متم أكتوبر 2023، أي بزيادة قدرها +5 بالمائة. فيما سجلت الفيدرالية أن مجموع كتاكيت الديك الرومي المستوردة والمنتجة محليا قد بلغ 14,306 مليون وحدة متم أكتوبر 2024، مقابل 12,265 مليون وحدة متم أكتوبر 2023، أي بزيادة قدرها +17 بالمائة. أما إنتاج مجموع كتاكيت صنف البيض فقد بلغ 11,893 مليون كتكوت متم أكتوبر 2024، مقابل 13,585 مليون وحدة متم أكتوبر 2023، أي بانخفاض قدره ناقص 12 بالمائة. ويرجع هذا التراجع إلى تمديد فترة تربية الدجاج البياض من 75-80 أسبوعا إلى 90-100 أسبوع، نهاية أكتوبر 2024. وعلاوة على ذلك، تشير التقديرات إلى أن الإنتاج الوطني بلغ 735.000 طن من لحوم الدواجن نهاية أكتوبر 2024، مقابل 695 ألف طن متم أكتوبر 2023، أي بزيادة قدرها +6 بالمائة؛ و5,5 مليارات من بيض الاستهلاك متم أكتوبر 2024، مقابل 5,3 مليارات بيضة متم أكتوبر 2023، أي بزيادة قدرها +4 بالمائة. وفي ما يتعلق بأسعار منتجات الدواجن في الأسواق الوطنية، أكدت الفيدرالية أن ذلك يخضع لآليات العرض والطلب. ورصد البلاغ أن “الوسطاء، رغم الدور الفعال الذي يلعبونه بين المنتج والمستهلك، يظلون عاملا في ارتفاع الأسعار”، مشيرا إلى أنه لتجاوز هذه الإشكالية، تبقى الحلول متمثلة في تشجيع منظومة التجميع وتطوير النظم الإيكولوجية المندمجة، وخفض التكاليف الهامشية، وتشجيع تطوير المجازر الصناعية. وفي هذا السياق، وبهدف تقليص التبعية للخارج في ما يتعلق بالتزود بأمهات الكتاكيت، أثيرت إمكانية إنشاء ضيعات لتربية أجداد دواجن التوالد (grands parentaux) صنف اللحم لتزويد السوق المحلي بكتكوت التوالد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى