النعمان اليعلاوي
تشهدت بعض المشاريع التنموية بسلا تعثرا واضحا في الفترة الأخيرة، على رأسها مشروع تأهيل المدينة العتيقة، الذي تم إطلاقه تحت أنظار الملك في سنة 2018.
فقد أوردت مصادر مطلعة أن إحدى الشركات التي فوت إليها مشروع إعادة تأهيل مجموعة من المناطق بالمدينة العتيقة لسلا، والذي خصص له مبلغ كبير ورعاية ملكية من طرف الملك محمد السادس، باتت تعيش على وقع احتجاجات من طرف عمالها الذين لم يتوصلوا بمستحقاتهم في «ظروف غامضة»، وقالت المصادر إن «الوضع أربك الشركة والأشغال برمتها، في الوقت الذي لم يتوصل العمال بالشركة لحدود، أمس الجمعة، بجزء من مستحقاتهم عن عملية التأهيل، ما قد يؤدي إلى فشل وتوقف المشروع الذي كان من المفترض أن يتم الانتهاء من أشغاله متم السنة الجارية»، حسب المصادر، التي أوردت أنه بسبب هذه الاحتجاجات «قرر العمال مغادرة مكان الأشغال، إلى حين حصولهم على مستحقاتهم». وشددت المصادر على أن «الأوضاع زادت حدة، بسبب الضغط الذي يواجه به العمال، والذين يعملون على إعالة أسرهم، وأغلبهم من مناطق متفرقة من المغرب».
ومن شأن موجة الاحتجاجات التي شهدها ورش تأهيل المدينة العتيقة لسلا، أن تؤخر إتمام المشروع والذي تم التوقيع عليه تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس وتحت أنظاره بمراكش في أكتوبر 2018، وخصص له مبلغ إجمالي بلغ 900 مليون درهم، على أن يمكن الورش من إنجاز مجمل المشاريع المقترحة ببرنامج عمل جماعة سلا، الذي وافق عليه المجلس الجماعي في ماي 2018، خصوصا في ما يتعلق بالمحور الاستراتيجي الخاص بتثمين تراث المدينة وإعادة الاعتبار للمدينة العتيقة، حيث إن الاتفاقية الخاصة بتأهيل وتثمين المدينة العتيقة لسلا تمتد بين سنتي 2019 و2023، بغرض الحفاظ على هوية المدينة العتيقة ومعالمها الأصيلة، وتأهيل وإعادة الاعتبار لنسيجها العتيق، وإدماجها في منظومة تنموية تهدف إلى تثمين تراثها المادي واللامادي.
وكان تأخر إنجاز عدد من مشاريع تهيئة وتأهيل المدينة العتيقة لسلا قد استنفر ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ودفع الوالي محمد يعقوبي، والوزير محمد مهدي بنسعيد إلى زيارة الورش، للوقوف على سير تقدم المشاريع والأشغال المرتبطة بالتراث التاريخي والمعماري ودور الشباب في طور الإنجاز بالمنطقة. وقالت مصادر من عمالة سلا إن الوزير والوالي كانا برفقة لجنة من المهندسين والمسؤولين عن تلك المشاريع، التي كان إطلاقها من أجل الحفاظ على المعالم التاريخية لمدينة سلا، والتي من المنتظر أيضا أن تُمَكنَ من إعادة الاعتبار لتراث المدينة العتيقة والمحافظة عليه.
