مراكش: عزيز باطراح
في سابقة من نوعها، قاطع تلاميذ وتلميذات مؤسسة تربوية تابعة للبعثة الفرنسية بمراكش دروسهم، أول أمس (الأربعاء)، ونظموا مسيرة داخل المؤسسة ووقفة احتجاجية أمام مقر إدارتها، مطالبين برحيل أحد مسؤوليها.
وبحسب مصادر من المؤسسة المذكورة، فإن تلميذات وتلاميذ هذه المؤسسة التربوية المشهورة بمراكش، تداولوا عبر وسائط التواصل الاجتماعي وتطبيق «وات ساب»، أخبارا عن تعرض تلميذات من المؤسسة لتحرشات جنسية من قبل مسؤول إداري بالمؤسسة، ودعوا إلى تنظيم مظاهرة داخلها تحت شعارين رئيسيين: «لا للصمت» و«لنضع حدا للتحرش الجنسي داخل مؤسستنا».
هذا، واحتشد المئات من التلميذات والتلاميذ أمام مقر الإدارة رافعين شعار «ارحل» في وجه المسؤول الإداري الذي اتهموه بالتحرش ببعض زميلاتهم.
وبحسب مصدر تربوي بالمؤسسة، واعتمادا على تصريحات بعض التلاميذ، فإنهم «أكدوا لي تعرض ما لا يقل عن ست تلميذات لتحرشات جنسية من قبل مسؤول إداري، وضمنهن تلميذة بالسنة الأولى ثانوي، لكن لم يتم تقديم أي دليل واضح على هذه الادعاءات»، يقول المصدر المذكور في تصريحه لـ«الأخبار».
وبحسب مصدر تربوي آخر، فإن التلاميذ يتهمون مسؤولا إداريا بالتحرش بزميلاتهم، ولذلك نظموا وقفة احتجاجية صباح أول أمس (الأربعاء)، ومن المقرر ان تعقبها مسيرة ثانية، «لكن لحد الآن لم نقف على أدلة واضحة من شأنها إثبات التحرش ضد تلميذات»، يقول المصدر المذكور والذي رفض الكشف عن هويته، في تصريحه للجريدة، مضيفا «أن المسؤول الإداري المتهم نفى نفيا قاطعا أن يكون تحرش بأية تلميذة من تلميذات المؤسسة، مؤكدا أنه يضعهن جميعا في منزلة بناته»..
وفي اتصال بأكثر من مسؤول في الجمعيات الثلاث الممثلة لأولياء وآباء التلميذات والتلاميذ بهذه المؤسسة التابعة للبعثة الفرنسية، أكدوا جميعا أن التلاميذ رفعوا شعارات مناهضة للتحرشات الجنسية الصادرة عن هذا المسؤول الإداري، «لكن لم نتوصل بأي شكاية من لدن ولي أمر أي تلميذة في هذا الشأن، وإذا توصلنا بها معززة بقرائن واضحة، لا يمكننا إلا أن نقف في صف الضحايا وسنحيل الأمر على الجهات القضائية المختصة»، يقول مصدر من جمعية أولياء وآباء التلاميذ في تصريحه للجريدة.
وعلمت «الأخبار»، من مصادر مطلعة، أن القنصلية الفرنسية بمراكش دخلت على خط هذه الوقائع، وقرر المسؤول الأول بها عقد اجتماع رسمي، صباح اليوم الجمعة، يضم ممثلين عن الأسرة التربوية، وجمعيات أولياء وآباء التلاميذ، وممثلين عن التلميذات والتلاميذ، إضافة إلى إدارة المؤسسة.