عمال يضغطون للحصول على مستحقاتهم والشركة تهدد بالانسحاب
طنجة: محمد أبطاش
أوردت مصادر مطلعة أن الشركة التي فوت لها مشروع إعادة تأهيل ساحة الثيران بمدينة طنجة، والتي خصص لها مبلغ 50 مليون درهم، باتت تعيش على وقع احتجاجات من طرف عمالها الذين لم يتوصلوا بمستحقاتهم في ظروف غامضة.
وقالت المصادر إن الوضع أربك الشركة والأشغال برمتها، في الوقت الذي لم تتوصل هي الأخرى لحدود اللحظة بجزء مستحقاتها لعملية التأهيل ما قد يؤدي إلى فشل هذا المشروع الذي كان الجميع استبشر خيرا به لتأهيل هذه الساحة وإنقاذها من الوضع الذي تعيش على وقعه.
وأوردت المصادر نفسها أنه بسبب هذه الاحتجاجات أضحت الشركة المذكورة تفكر في مغادرة مكان الأشغال لحين حصولها على مستحقاتها، وزادت حدة الأمر بسبب ضغط العمال الذين رفضوا الاشتغال إلى حين توصلهم أيضا بتعويضاتهم.
وتشرف عدة مصالح على المشروع الذي تم سحبه سابقا تدريجيا من الجماعة، سيما مع اقتراب الاستحقاقات وقتها، خاصة وأن هذا الموضوع سبق أن أشعل سجالا بين الجماعة ومجلس الجهة إبان فترة الرئيس السابق إلياس العماري.
للإشارة، ووفقا للمعطيات المتوفرة، فإنه بفضل تعبئة ميزانية تقدر بحوالي 50 مليون درهم لإنجاز المشروع، سيتم تحويل حلبة مصارعة الثيران إلى فضاء للتنشيط الاقتصادي والثقافي والفني، وفضاء للفرجة بالهواء الطلق سيخصص لإحياء مجموعة متنوعة من الفنون بسعة 7000 مقعد، وكذا قاعة للعرض ومطاعم ومتاجر ثقافية ومرافق أخرى، بالإضافة إلى التهيئة الخارجية للمعلمة. وستكون ساحة الثيران محاطة بفضاء عمومي مكون من مرائب للسيارات وتجهيزات حضرية ونافورة وساحة عمومية قادرة على استيعاب 120 شخصا، وفضاء للعرض الخارجي.
يشار إلى أن هذه المعلمة تعتبر من ضمن أكثر المعالم إثارة للدهشة بالمدينة، وتقول بعض المصادر التاريخية إن تاريخ إنشائها يعود إلى سنة 1950، غير أنه طالها الكثير من الإهمال بعدها، وشهدت، منذ افتتاحها، حضور أشهر مصارعي الثيران بعدد من القارات العالمية، والتي كانت تتسع ساعتها لأزيد من 10 آلاف متفرج، كما اعتبرت «مغناطيس» للفرجة داخل المملكة إبان وجود المستعمر الفرنسي والاسباني لكونها تجذب المئات من الجنود الإسبان وكذا أعضاء البعثات الاستعمارية، والذين يشدون الرحال إلى «بلاصا طورو» بطنجة، إيذانا بحضور مصارع ثيران جديد من أمريكا اللاتينية وإسبانيا. هذه المصادر تؤكد أن سنة 1970 كان الزوار على آخر موعد مع عروض مصارعة الثيران، لتقفل الساحة أبوابها بعد ذلك إلى اليوم، وكل ما تبقى منها سياج مندثر وأبواب مقفلة.