حمزة سعود
كشفت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، نهاية الأسبوع الماضي، أن طفيليات أصابت أشجار الكاليبتوس بغابة بوسكورة، على امتداد مساحة إجمالية تفوق 2.5 هكتار، دفعت الوكالة إلى اجتثاث عشرات الأشجار «المريضة»، بعد الحصول على التراخيص القانونية اللازمة، خلال مداولة للمجلس الجماعي لبوسكورة شهر ماي من السنة الماضية.
وأفادت مصادر مطلعة بعمالة مديونة لـ«الأخبار»، بأن عملية قلع هذه الأشجار سيعقبها بشكل مباشر غرس أشجار جديدة بالمنطقة نفسها، من أجل تنمية الفضاء الغابوي وفق المعايير الموصى بها، خاصة أن الطفيليات المنتشرة في أشجار الكاليبتوس تنقل العدوى، ويمكنها التسبب في «موت» أشجار أخرى داخل نفس الفضاء الغابوي ببوسكورة.
وتشير الوكالة الوطنية للمياه والغابات، في بيان توضيحي، إلى أن عملية تعويض الأشجار «الميتة» بأغراس جديدة، تندرج ضمن برنامج تدبير غابة بوسكورة ومديونة، بهدف تجديد الأشجار المتقدمة في السن بعد أن سببت لها التغيرات المناخية، ظهور طفيليات تقضي على معظم أغصانها.
وأفادت الوكالة الوطنية للمياه والغابات بأن هذه الطفيليات يمكنها أن تتسبب في سقوط باقي الأشجار على الزوار، بسبب الأضرار البليغة التي تتسبب فيها بالنسبة إلى الشجرة من جذورها، خاصة أنها تقضي على معظم الأغصان الرئيسية قبل القضاء الحتمي على الشجرة، الأمر الذي قد يتسبب في تشكيل بؤرة للأمراض الطفيلية بالغابة.
وأوضح بيان الوكالة الوطنية للمياه والغابات أن عملية قطع الأشجار ليست هدفا في حد ذاته، بل تتم برمجتها منذ الحصول على التراخيص اللازمة شهر ماي الماضي، ويتم برمجتها في مخطط تهيئة يتضمن عمليات تقنية، بما في ذلك عملية إعادة التشجير بأصناف غابوية متأقلمة وتستجيب للخاصيات الإيكولوجية للمنطقة، ابتداء من السنة المقبلة.
ومن أجل ضمان استدامة للعناية بالفضاء الغابوي بالعاصمة الاقتصادية وضواحيها، تشير الوكالة الوطنية للمياه والغابات إلى أن عملية قطع هذه الأشجار ستعطي دينامية وحيوية جديدة لغابة بوسكورة ضمن برنامج جديد لتدبير الفضاء الغابوي انطلاقا من السنة المقبلة، من أجل تمكين الغابات بالدار البيضاء من أداء دورها كمتنفس طبيعي للسكان.
من جهتهم، عبر زوار غابة بوسكورة خلال الأسبوعين الماضيين، عن استيائهم من عمليات قطع أشجار الكاليبتوس التي طالت بعض الهكتارات بالفضاء الغابوي، بعد أن وجدوا عشرات الأشجار مكدسة فوق بعضها وتم اجتثاثها من جذورها، مطالبين بإعادة التشجير بالمنطقة، من أجل استعادة الغابة طابعها الجمالي.
وأبدت الساكنة القريبة من الفضاء الغابوي، وزوار الغابة تخوفا من وقوف تجار بيع الخشب وراء عملية قطع الأشجار بالغابة، قبل أن يتبين من خلال بيان توضيحي للوكالة الوطنية للمياه والغابات، بأن طفيليات أصابت أشجار الكاليبتوس هي السبب الرئيسي وراء عمليات اجتثاث أزيد من 2.5 هكتار ضمن النطاق الغابوي لبوسكورة.
