اتهامات للمحرشي بالتنسيق مع متمردين على “البام”
حسن الخضراوي
كشف مصدر من داخل حزب الأصالة والمعاصرة بإقليم المضيق-الفنيدق، أن العديد من الأعضاء والمؤسسين يتهمون القيادي العربي المحرشي بالتنسيق مع المتمردين على قرارات وتوجيهات الأمانة العامة، سيما العربي المرابط رئيس المجلس الإقليمي بالمضيق والأمين المحلي للحزب بمرتيل، والذي ساهمت تصرفاته في تجميد هياكل الحزب محليا وإقليميا، قبل عودته بقوة إلى عقد اجتماعات والحديث عن الانجازات تمهيدا لقرب انعقاد اللقاء الإقليمي الذي ينتظر أن يؤطره المحرشي بغية تخفيف الاحتقان وإبرام الصلح دون اللجوء إلى تفعيل مساطر لجنة التحكيم الأخلاقيات.
واستنادا إلى المصدر نفسه فإن المحرشي لم يكن يوما ضد المتمردين بمرتيل وتربطه علاقات قوية مع زعيمهم العربي المرابط، لكنه كان يوهم بعض الشباب من تيار الكفاءة أن تفعيل لجنة التحكيم والأخلاقيات ستحسم في رفض المتمردين دعم مرشح الحزب خلال الانتخابات البرلمانية الجزئية، ناهيك عن التماطل المستمر وتأخير عقد اجتماعات التقييم لمواجهه كل المتخاذلين بأرقام الأصوات المحصل عليها داخل دوائرهم.
وأضاف المصدر ذاته أن اللقاء الإقليمي لبحث سبل تخفيف الاحتقان والاستماع إلى وجهات نظر الأعضاء داخل حزب الأصالة والمعاصرة بكل من المضيق ومرتيل والفنيدق، تم تأخيره إلى أجل غير مسمى، لأن الخلافات الداخلية مازالت على أشدها، وهناك تخوف كبير من تحول النقاشات الحادة إلى فوضى عامرة وتبادل اتهامات خطيرة.
وحسب مصادر متطابقة فإن المحرشي وعد بعض الأعضاء بتصحيح الأمور الداخلية، لكن استمرت علاقته بالمتمردين بشكل عادي، وتدخل لهم من أجل تمرير العديد من المواد الصحفية بالموقع الرسمي للحزب، والتي تروج لإنجازاتهم المتواضعة داخل المجالس الجماعية والإقليمية.
وتسود داخل حزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة -تطوان -الحسيمة، حالة استياء عارمة من عدم تفعيل الوعود التي أطلقتها الأمانة الجهوية بتشكيل لجنة التحكيم والأخلاقيات للبت في الصراعات الداخلية بالأقاليم، ومعالجة مشكل المتمردين على القرارات المركزية وتوجيهات الأمانة العامة، فضلا عن المستشارين والنواب الذين اختاروا دعم مرشحين من أحزاب أخرى خلال المحطات الانتخابية السابقة.
يذكر أن هيئات الحزب الثاني بالمغرب، شبه غائبة عن الساحة السياسية بالشمال، بسبب عدم تفعيل الاجتماعات بشكل مستمر، وغياب التنسيق مع الشبكات الجمعوية والاهتمام بقضايا الشأن العام المحلي، والمساهمة في التأطير واستقطاب الشباب، ناهيك عن ضرورة الخروج من حالة الجمود وتغيير النخب القديمة التي لا يمكنها مسايرة الاصلاحات ولا تطلعات المواطن لتغيير الواقع السياسي.