كتب المنتخب الإيطالي اسمه من ذهب في تاريخ الساحرة المستديرة عقب انتزاعه اللقب الثاني في تاريخه بعد عام 1968 لكأس الأمم الأوروبية 2021 على حساب المنتخب الإنجليزي.
وأشعل منتخب “الأسود الثلاثة” أجواء النهائي مُبكراً، إذ نجح لوك شو في افتتاح التسجيل بعد دقيقة و58 ثانية من البداية، مستغلاً كرة عرضية أرسلها كيران تريبير بدقة نحو مواطنه، ليسكنها شباك جانلويجي دوناروما بتسديدة قوية.
وفرض الهدف المبكر للإنجليز على الطليان الاندفاع نحو الهجوم لتدارُك الموقف سريعاً، وفرض رجال المدرب روبيرتو مانشيني أفضليتهم على مجريات اللعب لكن دون النجاح في خلق فرص مباشرة على مرمى جوردان بيكفورد.
ورغم الاستحواذ الأكبر للمنتخب الإيطالي على الكرة فإن الإنجليز سعوا لمضاعفة الغلة من خلال التحركات السريعة لرحيم ستيرلينغ وتوغلات هاري كين، التي اصطدمت بدفاع إيطاليا.
وجاء الجهد الكبير الذي بذله الطليان بثماره في الدقيقة الـ67 حين أحرز ليوناردو بونوتشي هدف التعادل، إثر ركلة زاوية وصلت الكرة من خلالها إلى رأس ماركو فيراتي ليُسددها قوية، ارتدت من القائم ووصلت إلى المدافع المتقدم الذي أسكنها الشباك.
وحاول المنتخب الإيطالي استثمار المعنويات المرتفعة لدى عناصره وتأثر خصمه باهتزاز شباكه، وضغط بقوة لأجل خطف هدف ثانٍ، إلا أن منتخب إنجلترا تراجع بشكل كبير إلى مناطقه ودافع جيداً إلى غاية صفارة النهاية.
التعادل بين الطرفين ذهب بهما إلى شوطين إضافيين لم يشهد أي منهما أي تغيير على مستوى النتيجة، لتكون ركلات الجزاء الترجيحية هي الفيصل في إهداء إيطاليا اللقب الغالي.
وأضاع المنتخب الإنجليزي ثلاث ركلات ترجيح متتالية، صدّ حارس المرمى الإيطالي اثنتين منها، في المقابل صدّ الحارس الإنجليزي ركلتي ترجيح للاعبين إيطاليين.
وخاض المنتخبان مشواراً رائعاً في النهائيات الحالية التي أقيمت في 11 دولة، إذ لم تهتز شباك إنجلترا سوى مرتين وأقصت ألمانيا من ثمن النهائي.
أما إيطاليا التي خاضت النهائي العاشر لها في البطولات الكبرى، فبعد كارثة الغياب عن كأس العالم 2018، قدمت لعباً مشوقاً هجومياً، مُقصِية في طريقها أمثال بلجيكا وإسبانيا قبل التفوق على مضيفة النهائي.
ورفعت إيطاليا عدد ألقابها الكبرى إلى ستة، بعد تتويجها بلقب المونديال أربع مراتٍ آخرها في 2006، فيما لا تزال إنجلترا صائمة عن الألقاب منذ مونديال 1966 على أرضها أيضاً.
وعززت إيطاليا سلسلتها القياسية من 34 مباراة دون خسارة (27 فوزاً و7 تعادلات)، حارمةً إنجلترا من التغلب عليها للمرة الأولى في بطولة كبرى (كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية).