شوف تشوف

الافتتاحيةالدوليةالرئيسيةرياضة

إنها مجرد مقابلة

خلط هجين بين الرياضة والسياسة والديبلوماسية يحاول البعض ترويجه بعدما وضعت تصفيات كأس العرب منتخبي المغرب والجزائر في مواجهة مباشرة لحجز بطاقة نصف النهائي. والحقيقة أنها لا تعدو أن تكون مقابلة لكرة القدم لن تمنح الفائز أي شيء غير مستحق، ولن تفقد الخاسر أي شيء من حقه، مقابلة لن ترفع الفائز في سلم مؤشر الديمقراطية أو التنمية البشرية أو جودة التعليم ولن تعوضه عن نسبة العجز والنمو ولن تنخفض بالخاسر في المقابلة في سلم التصنيفات الدووبدل أن يعمل البعض على نشر وترويج عبارات الكراهية والحقد بين المنتخبين المنافية لأهداف اللعبة الرياضية، والتي لا تعبر عن مشاعر الشعبين المغربي والجزائري قاطبة، ولا تمثل إلا الأقلية القليلة، من اللازم جعل هاته المقابلة مناسبة لمزيد من التوحيد والتقارب بين الشعبين، ألا يقولون إن السياسة تفسد، والرياضة تصلح ما تفسده السياسة.

صحيح أن هناك توترات مصطنعة يصنعها بكل الطرق نظام «الكابرانات» من أجل ضرب وحدتنا الوطنية واستهداف رموز سيادتنا، لكن لا يمكن معالجة الأمر بمباراة لكرة القدم، دون إنكار حق التعبير عن الانتماء المكفول لجماهير المنتخبين التي من حقها أن تعبر عن دعمها لمنتخبها بالوسائل والطرق البعيدة عن أساليب التجييش والاستفزاز.

من المؤكد أن النظام العسكري الجزائري يراهن على هاته المقابلة لترقيع شرعيته المثقوبة محاولا تعويض العجز في شرعية الإنجاز المفقودة، وبدون شك سيحاول جنرالات المرادية تجييش إعلامهم وسياسييهم لجعل مباراة رياضية عادية بمثابة قضية وطنية قومية، لكن علينا كمغاربة وكجمهور رياضي ألا نجاري حماقات حكام الجزائر في الرياضة كما فعلنا عندما تجاهلناهم في الديبلوماسية. صحيح أن من حق الجماهير المغربية أن تقف إلى جانب منتخبها وترفع من معنوياته واستعداده النفسي، لكن دون السقوط في مستنقع تحويل الرياضة إلى حرب، فليس لدينا أي مشكل مع الشعب الجزائري الشقيق ومنتخبه الوطني الذي نتمنى له كامل التوفيق، لدينا مشكل سياسي مع عصابة حاكمة تبحث بكل السبل لخلق العداوة والفتن بين شعبين حتى لو أدى بها الأمر إلى شيطنة كرة القدم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى