إن الرجال إذا دخلوا قلبا أهدروه
لم يكن قلبي ملك يدي حين مالت نحو كفيك سنابلي..
كان ذلك معقدا..
شيءٌ مثل الصمت.. ثقيل ومهيب.. يحدث.. لكنه لا يُفسر ولا يُحكى..
ما فعلته بادئ الأمر كان جهادا حتى لا ينزلق قلبي في جعبتك..
أغمضت عيني كي أضيع عن عمد.. ولكن قلبي وجد الطريق إليك وفعلها..
فحلمت أني أركض في الخلاء وحدي مثل طفلة طائشة.. بملابس بيضاء فضفاضة لها لون قلبي الذي تعرفه جيدا..
انطلقت أصرخ صاخبة بك.. كانت السماء فوقي تمطر لأول مرة بالونات.. هدايا.. أشرطة ملونة.. وقطع من الغيم تتساقط على حظي في وداعة.. يلتصق بعضها بوجهي وشعري.. وبعضها يبلل ضحكتي..
حلمت بك في ذلك الجو الاحتفالي.. وأظنني الآن أخطأت عندما سولت لي نفسي بذلك.. تمنيت أيضا.. أمنيات من قبيل بيت صغير.. خبز للمساء.. باب مغلق.. ونوم بلا قلق.. تلك الأمنيات السخيفة التي تمر على قلوب الساذجات جميعا حين يقعن من أفقهن مغرمات..! مقصوصات الأجنحة..!
لكني ملت بجانبي للأمنيات الأقل وجعا والأخفض سقفا.. فيما لو غادرتني كفكرة ومرت بي عجلة خوفك.. فإنها تهزني.. لا تدهسني.. ولا ترمي بي في قبر ثالث..
الآن أنا أمنع نفسي من التمني تماما.. لأنك جعلتني أظن بأني أخطأت حين تمنيت أيضا..
فالوقوف ببابك يعني ألا توقعات.. ألا أحلام.. ولا أمنيات.. لا قلق ولا خوف ولا حب كامل.. نصف خطوة.. نصف شوق.. نصف أمل.. نصف كلام.. نصف حقيقة.. نصف امرأة.. نصف عمر ضائع.. نصف حياة..
ﻻ أملك في مفاتيحي إسورة نجاة.. تهربني من صندوق الظل إذا ما فارقتني غدرا.. وإذا ما خلعت بكف الرحيل مقبض الباب.. ﻻ أملك أن أكون سيدة حمقاء بمستوى ذكائك لأن الرجال إذا دخلوا قلبا أهدروه..
ﻻ أريد رجلا في حياتي.. حتى لا أجفف بئر المسافة خلفي إثر كل رحيل..
لئلا أختنق بوسواس الإياب.. وأتحسس نتوءا بجبهة القلب.. كثور ساذج غررت به قطعة من الحرير الأحمر.. فصدم الجدار الخطأ..
علّمني حبك يا رجلي كيف أُوصد الأبواب على غضبي.. أن أنكفئ على عزلتي.. وأدون اسمك في قصاصة ورقية ثم أرميها ببلاده في المدفأة المشتعلة أمامي.. أحرق اسمك لأشعر بالدفء.. لأواجه بردا قاسيا خلّفه عبورك المتغطرس ذات يوم..
علمني حبك يا صغيري أشياء كثيرة.. كثيرة جدا..!