النعمان اليعلاوي
دخلت أزمة الأساتذة المتعاقدين المضربين لما يزيد عن شهر منعرجا خطيرا، بعدما بدأ الشلل يدب في المؤسسات التعليمية العمومية التي تضم ضمن هيئات التدريس بها عددا كبيرا من الأساتذة المتعاقدين. وقالت مصادر محلية بكل من تمارة وسلا وأحياء يعقوب المنصور والعكاري بالرباط، إن عددا من المؤسسات التعليمية تعرف شللا كاملا بعد أزيد من أسبوعين من الإضراب المتواصل للأساتذة المتعاقدين، بحيث أكدت المصادر أن تلاميذ عشرات من الأقسام التعليمية باتوا منذ أيام خارج حجرات الدرس.
ورغم استنكار الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات التلاميذ لتداعيات الإضرابات المتكررة للأساتذة المتعاقدين منذ أيام، احتجاجا على السياسة التي تنهجها وزارة التربية الوطنية في ما يخص ملفهم المطلبي، وتأكيدها على أن هذه الإضرابات قد تتسبب في الهدر المدرسي، ودعوتها إلى ضرورة «بذل كافة الجهود لصيانة حقوق كل الأطراف المعنية، والإسراع بإيجاد حل مرض للجميع»، مبينة أن «أولياء أمور التلاميذ قلقون على مصير السنة الدراسية، ومتخوفون من أن يكون مآلها البياض»، قال عدد من الآباء والأمهات إنّ أبناءهم سيتضررون من إضراب الأساتذة المتعاقدين، خاصة أنّ الإضراب يأتي مع بداية العد العكسي لانطلاق الامتحانات.
وقال امبارك بجاجة، رئيس جمعية آباء وتلاميذ مدرسة النور بعين عودة، إن ما يزيد عن مائة تلميذ وتلميذة باتوا منذ أكثر من أسبوع خارج حجرات الدراسة، بسبب إضراب الأساتذة الذين يدرسونهم، موضحا، في تصريح لـ«الأخبار»، أن المؤسسة المعنية يشتغل بها سبعة أساتذة متعاقدين، وأن «هؤلاء الأساتذة يدرسون في حدود أربعة أقسام على الأقل، وهي الأقسام الخاصة بمستويات الابتدائي، وأصبح التلاميذ الذين يتابعون الدراسة بها محرومين من الحصص»، موضحا أن «المصالح الإدارية حاولت البحث عن حل ترقيعي من خلال إعادة توزيعهم على الأقسام والأساتذة المرسمين، وهو الأمر الذي خلف اكتظاظا كبيرا في الأقسام التي فاق عدد التلاميذ بها 70 تلميذا»، وأضاف أن «أول الاحتجاجات التلمذية بدأت تخرج للشارع، بعد اعتزام التلاميذ خوض وقفات احتجاجية رفقة آبائهم».