احتقان بمطرح «أم عزة» يهدد بإغراق العاصمة ونواحيها في النفايات
النعمان اليعلاوي
تلوح بوادر احتقان اجتماعي بقطاع النظافة بالرباط في ظل تهديد عمال شركات التدبير المفوض لقطاع تجميع النفايات ومطرح «أم عزة»، بسبب عدم صرف رواتبهم، علاوة على مستحقات أخرى في ذمة الشركة المفوض لها تدبير نفايات المطرح المذكور، إذ أن حوالي 180 عاملا قرروا الدخول في إضراب مفتوح عن العمل، إلى حين الاستجابة لمطالبهم، الأمر الذي قد يهدد كل الجماعات التابعة لإقليم الصخيرات-تمارة بمعية مدينة الرباط، بإغراقها في مستنقعات من الأزبال.
العمال المضربون المنضوون تحت لواء نقابة «الاتحاد الوطني للشغل»، أكدوا أنه في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، سيمددون زمن الاحتجاج، الأمر الذي ستكون له انعكاسات خطيرة على الجماعات المذكورة، سيما أن شاحنات نقل الأزبال تقضي بسبب إضراب العمال، ساعات طويلة من الانتظار في طابور طويل جدا، نتيجة بطء الحلول الترقيعية التي سلكتها لإفشال إضراب العمال، فيما استنكر المكتب النقابي قرار توقيف العمل بمطرح «أم عزة» دون إشعار أو سابق إنذار، مطالبا بالرجوع الفوري للعمل مع الحفاظ على جميع الحقوق والمكتسبات، مهددا بخوض أشكال احتجاجية أخرى، وقد حمل المكتب النقابي مسؤولية هذا التصعيد غير المبرر إلى مؤسسة التعاون بين جماعات العاصمة، داعيا إلى تنظيم لقاء فوري مع المسؤولين للتوصل إلى حل يرضي الجميع، بحضور المؤسسة وإدارة الشركة «تيوديم» التي تخلت عنهم مدة سنتين.
وكان مطرح «أم عزة» قد تحول إلى قنبلة بيئية تسببت في تلوت مياه نهر أبي رقراق، بعد إهمال هذا الملف رغم التهديد الذي يشكله بالنسبة إلى العاصمة، فيما يتسبب تكدس مئات الأطنان من مادة «الليكيسفيا» السامة بالمطرح، في انتشار روائح جد كريهة امتدت إلى محيط فيلات وإقامات خاصة بأسماء وازنة، بعد أن تجاوزت الدواوير المحاذية للطريق السيار، وواصلت انتشارها إلى منطقة السويسي والغولف، ما فرض المبادرة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الطارئة، منها تخصيص مليار و300 مليون سنتيم من طرف وزارتي الداخلية والبيئة، كدعم لاحتواء هذا المشكل.