إسرائيل تصب غضبها على نساء وأطفال غزدخلت عمليات القصف بين كتائب القسام التابعة لحركة حماس الفلسطينية والجيش الإسرائيلي يومها السادس، وردا على القصف العنيف الذي تشنه إسرائيل على مناطق متفرقة في غزة وتستهدف المدنيين بالتحديد، أعلن الجناح العسكري لحماس أنه يقصف تل أبيب برشقة صاروخية.
وقد ارتفع عدد القتلى في غزة إلى 1200 شهيد فيما وصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1300.
يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة في غاراته المدمرة على الأحياء السكنية في قطاع غزة لليوم السادس من العدوان المستمر، بينما ترد المقاومة الفلسطينية بإطلاق رشقات صاروخية، ضمن عملية أطلقت عليها اسم «طوفان الأقصى».
ووصل عدد الشهداء منذ اليوم الأول للعدوان إلى أكثر من 1200 شهيد، بالإضافة إلى 5489 جريحا، فيما تشير أرقام أوردتها الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1000 وحدة سكنية دمرت، ونحو 338 ألف مدني نزحوا من بيوتهم داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 15 عاما.
وأقرت قوات الاحتلال باندلاع اشتباكات في زكيم وعسقلان ومحاور أخرى، ما يفند ادعاءاتها السابقة باستعادة السيطرة على مستوطنات الغلاف.
وردًا على مجزرة ارتكبتها طائرات إسرائيل في مخيمي الشاطئ وجباليا صباح أمس الخميس، أعلنت كتائب القسام إطلاق صواريخ على تل أبيب.
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي أسماء 31 جنديا إضافيا قتلوا منذ بدء المواجهات مع المقاومة الفلسطينية السبت، ليرتفع بذلك العدد المعلن لقتلى الجيش إلى 220 ضابطا وجنديا.
وقالت قناة «كان» إن عدد القتلى الإسرائيليين ارتفع إلى 1300، مشيرة إلى إصابة 3300 شخص من بينهم العشرات في حالة حرجة.
قصف متبادل في لبنان
كشف «حزب الله» أنه قصف موقعاً للجيش الإسرائيلي بصواريخ موجهة، رداً على قتل بعض مقاتليه في وقت سابق هذا الأسبوع. وفي بيان بثه تلفزيون تابع لحزب الله زعم الأخير أن الهجوم أصاب جنوداً إسرائيليين.
وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مركز مراقبة لحزب الله في جنوب لبنان بنيران المدفعية. وأضاف أن صواريخ مضادة للدبابات أطلقت على أحد مواقعه العسكرية الشمالية بالقرب من الحدود اللبنانية.
وكان الموقع الإسرائيلي مجاوراً لتجمع عرب العرامشة على ما يسمى بالخط الأزرق، وهي الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة وقوة حفظ السلام التابعة لها والمتمركزة هناك.
وهذا هو الحادث الأخير من بين عدة حوادث وقعت هذا الأسبوع في شمال إسرائيل. والاثنين، قصفت إسرائيل بلدات حدودية.
وأعرب حزب الله عن تضامنه مع حماس. ويعتقد أن لديه عشرات الآلاف من الصواريخ، وقال محللون إنه قد يختار مهاجمة إسرائيل بقوة أكبر، خاصة إذا انتقلت القوات الإسرائيلية إلى غزة.
كما أعرب كيربي عن «قلق» بلاده «الواضح» من القصف الصاروخي الذي ينفذه حزب الله اللبناني تجاه شمال إسرائيل منذ الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس، يوم السبت الماضي، قائلا: «نتابع بقلق بعض الهجمات الصاروخية عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، ومصدرها بطبيعة الحال حزب الله».
وفي حدث ذي صلة نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيل هاغاري وقوع أي حادث أمني شمالي البلاد، قائلا إن الجيش يتحقق من السبب وراء دوي صافرات الإنذار للتحذير من هجوم بطائرات مسيرة.
وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية قد ذكرت في موقعها الإلكتروني مساء أول أمس الأربعاء، أن إسرائيل تتعرض لهجوم بطائرات مسيرة قادمة من لبنان، يصاحبه هبوط مسلحين بطائرات شراعية.
إنشاء ممر آمن في غزة
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين، إن إدارة الرئيس بايدن تجري مناقشات نشطة مع إسرائيل للمساعدة في توفير ممر آمن لنقل المدنيين من غزة مع قيام إسرائيل بضرب القطاع في أعقاب هجوم دام شنته حماس في مطلع الأسبوع.
وأضاف كيربي «نناقش هذا الأمر بنشاط مع نظرائنا الإسرائيليين والمصريين. نؤيد ممرا آمنا للمدنيين». واستدرك المتحدث الأمريكي قائلا: «نعتقد أن الممر الآمن مهم ونرغب في أن نرى ممرا آمنا مفتوحا». ويشار إلى أنه لم ترد تعليقات من مصر وإسرائيل حول هذه الفكرة.
وكشف كيربي أن 22 أمريكيا قتلوا وما زال مصير 17 آخرين في إسرائيل غير معلوم.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قال في وقت سابق إن واشنطن تتحدث أيضا مع إسرائيل ومصر بشأن فكرة إنشاء ممر آمن للمدنيين للخروج من غزة.
وفي ما يخص المساعدات، قال وزير الطاقة الإسرائيلي إسرائيل كاتس، أمس الخميس، إن بلاده لن تسمح بدخول الموارد الأساسية أو المساعدات الإنسانية إلى غزة حتى تطلق حماس سراح الرهائن الذين أسرتهم، خلال هجومها المفاجئ على إسرائيل.
وقال كاتس في بيان: «المساعدات الإنسانية لغزة؟ لن يتم تشغيل مفتاح كهربائي ولن يفتح صنبور مياه ولن تدخل شاحنة وقود حتى يعود المختطفون الإسرائيليون إلى ديارهم».
ووصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، أمس الخميس لإظهار تضامن بلاده بعد هجوم مباغت شنته حركة “حماس” في إسرائيل.
ومن المتوقع أن يزور بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما أكدت واشنطن وقوفها إلى جانب حليفتها الدولة العبرية، التي تشن قصفاً عنيفاً على قطاع غزة.
دول تجلي رعاياها
شرعت عدة دول في إجلاء رعاياها من إسرائيل والأراضي الفلسطينية مع استمرار المعارك بين الدولة العبرية وحماس، منذ أن أطلقت الحركة التي تسيطر على قطاع غزة عملية عسكرية مباغتة أطلقت عليها «طوفان الأقصى».
فقد أفادت وكالة (تي.تي) السويدية للأنباء نقلا عن وزير الخارجية توبياس بيلستروم قوله إن الحكومة السويدية ستعرض إجلاء المواطنين السويديين من إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
من جانبها، قالت الحكومة الدانماركية إنها ستعرض إجلاء مواطنيها ومن يحملون إقامات دائمة فيها من إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وذكرت وزارة الخارجية في بيان بأن هناك نحو 1200 دانماركي يعتقد أنهم في إسرائيل و90 يعتقد أنهم في الأراضي الفلسطينية. وأضافت أن طائرات سترسل للمنطقة وستبدأ عمليات الإجلاء في الأيام القليلة المقبلة.
كذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي بأن بلادها تعتزم إجلاء رعاياها من إسرائيل في الأيام المقبلة بمساعدة طائرات من القوات المسلحة الكندية. وأضافت: «نخطط لبدء المساعدة في مغادرة الكنديين من تل أبيب في الأيام المقبلة.. نعد أيضا خيارات إضافية لمن لا يستطيعون الوصول إلى المطار في تل أبيب».
وفي إسبانيا، قالت مارغاريتا روبليس وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال إن مدريد أرسلت طائرتين عسكريتين إلى إسرائيل لإجلاء نحو 500 إسباني تم تعليق رحلاتهم التجارية. وقالت روبليس للصحافيين إن سفارة بلادها في إسرائيل تقدر أن نحو 500 مواطن إسباني كانوا هناك بغرض السياحة أو في مهام عمل مؤقتة، لكن «من غير المتوقع» إجلاء الموجودين في إسرائيل لأسباب أخرى.
بدورها، قالت وزارة الخارجية البرتغالية إنها ستُجلي 190 من مواطنيها في إسرائيل على متن طائرات تابعة للقوات الجوية إلى قبرص. وكانت مجموعة من المواطنين الإسبان من بين ركاب الرحلة الأولى، حسب ما قال متحدث باسم وزارة الخارجية القبرصية.
هذا، وأعلنت فرنسا أن شركة «إير فرانس» ستنظم رحلة لإجلاء رعاياها الراغبين في مغادرة إسرائيل. وقالت وزيرة الخارجية كاترين كولونا إن الناقل الفرنسي سينظم رحلة خاصة «لتأمين إجلاء رعاياها الذين لم يتمكنوا من المغادرة بعد تعليق عدد من شركات الطيران رحلاتها إلى مطار بن غوريون. وأكدت أن عدد الفرنسيين الذين قتلوا جراء عملية حركة حماس السبت ارتفع إلى ثمانية، وأن 20 آخرين بينهم طفل هم في عداد المفقودين «وتم» على الأرجح خطفهم».
وفي النمسا، قال المستشار كارل نيهامر إن بلاده ترتب لإجلاء مواطنيها من إسرائيل بطائرة نقل عسكرية بدءا من يوم أول أمس الأربعاء. وقال نيهامر لقناة بالس 24 التلفزيونية في أثناء رحلة إلى تركيا إن ما يقرب من 200 نمساوي أبلغوا سلطات بلادهم حتى الآن برغبتهم في مغادرة إسرائيل. وطلبت وزارة الخارجية بعد ذلك من النمساويين الموجودين في الدولة العبرية والذين يرغبون في اقتناص فرصة رحلة الإجلاء الاتصال بالسفارة النمساوية في تل أبيب.
وقال نيهامر: «يحدث هذا بالتعاون مع القوات المسلحة النمساوية. هناك طائرة نقل متاحة وستتم المهمة غدا»، مضيفا أن الرحلة ستكون إلى قبرص. وقالت النمسا في وقت سابق إن هناك ثلاثة مواطنين نمساويين ويحملون أيضا الجنسية الإسرائيلية مفقودون وربما يكونون من بين من احتجزتهم حركة حماس في غزة.
من جانبه، قال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في منشور على فيس بوك إن بلاده أجلت 215 شخصا من إسرائيل على متن طائرتين خلال الليل، وقد هبطوا بسلام في بودابست. ووجه سيارتو الشكر إلى إسرائيل وقبرص واليونان وتركيا وبلغاريا ورومانيا لمنحها تصاريح سريعة للرحلتين.
في نفس الشأن، أعلنت نيبال يوم الاثنين الماضي بأن عشرة على الأقل من مواطنيها قتلوا في إسرائيل بعد الهجوم الذي نفذته حماس، وبأن مجلس الوزراء سيعقد اجتماعا طارئا لبحث كيفية إجلاء آلاف آخرين يعملون ويدرسون هناك. وقالت وزارة الخارجية إن أربعة نيباليين أصيبوا أيضا في هجوم السبت، وذكرت تقارير إعلامية أن كثيرين آخرين يحتمون في المخابئ.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء بوشبا كمال داهال عقد اجتماع خاص لمجلس الوزراء لمناقشة سبل إعادة المواطنين للبلاد. وقالت وزارة الخارجية: «يتم اتخاذ الترتيبات لإجلاء النيباليين الذين يرغبون في العودة إلى وطنهم من إسرائيل». ويقول مسؤولون إن حوالي 4500 نيبالي يعملون في إسرائيل، معظمهم كمقدمي رعاية وأكثر من 100 يدرسون هناك في إطار برنامج «اكسب وتعلم».
وفي البرازيل، قالت القوات الجوية إن الحكومة تعتزم إرسال ست طائرات على الأقل لإعادة مواطنيها الراغبين في مغادرة إسرائيل والأراضي الفلسطينية بعد هجوم حماس. وقال قائد القوات الجوية مارسيلو داماسينو للصحافة بعد اجتماع مسؤولي وزارتي الخارجية والدفاع في مقر الرئاسة في برازيليا: «لدينا ست طائرات جاهزة» بسعة تصل إلى 230 راكبا.
وأضاف أن الهدف هو إجلاء «جميع البرازيليين الموجودين في المنطقة والراغبين» في المغادرة. وقال داماسينو إن عددا من المواطنين سبق لهم أن غادروا المنطقة على متن رحلات جوية تجارية.
وتقدر الحكومة أن ثمة 14 ألف برازيلي يقيمون في إسرائيل و6 آلاف في الأراضي الفلسطينية، وأن «الغالبية العظمى منهم» تضرروا جراء الهجمات، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية. ولم تحدد الوزارة إذا ما كان هناك برازيليون بين الضحايا والمفقودين.