الأخبار
أفادت مصادر موثوق بها بأن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط حسمت، في وقت متأخر من ليلة أول أمس الاثنين، الملف المثير المرتبط بشبكة تهجير الفتيات إلى تركيا من أجل استغلالهن في الدعارة، والذي توبع فيه 8 متهمين، سبعة منهم في حالة اعتقال، بينهم أربعة أتراك، وثلاثة مغاربة بينهم سيدة.
الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية، التي ناقشت هذا الملف باحترافية كبيرة رغم إكراهات الترجمة ومعيقات أخرى موضوعية اضطرت معها لتأجيل المناقشة والبت في الملف، أصدرت أحكامها القضائية في حق المتهمين الثمانية، حيث تراوحت بين البراءة وأربع سنوات حبسا نافذا، فضلا عن غرامات مالية بلغت في مجموعها 250 ألف درهم.
وأدانت هيئة الحكم المتهم الرئيسي المتابع في هذه القضية بأربع سنوات حبسا نافذا و10 ملايين سنتيم غرامة، فيما وزعت على ثلاثة متهمين أتراك أيضا بالتساوي أحكاما بلغت تسع سنوات سجنا نافذا، أي ثلاث سنوات حبسا نافذا لكل متهم، مع أداء غرامة 30 ألف درهم في حق كل واحد منهم.
باقي المتهمين، وهم أربعة مغاربة، أدانت المحكمة ثلاثة منهم، بينهم سيدة، بسنتين حبسا نافذا وغرامة 20 ألف درهم لكل واحد منهم، فيما منحت البراءة للمتهم الثامن بعد أن أثبتت محاكمته عدم ارتباطه بالجرائم المنسوبة للمتهمين السبعة الذين ينشطون ضمن الشبكة الإجرامية.
وكانت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط شرعت، في أكتوبر من السنة الماضية، في محاكمة شبكة تهجير الفتيات إلى تركيا التي نجحت السلطات الأمنية المغربية في تفكيكها، بداية شهر يناير من السنة نفسها، بتنسيق مع الشرطة الدولية «الأنتربول».
ومثل المتهمون، وهم أربعة أتراك وثلاثة مغاربة، بينهم سيدة أمام الهيئة القضائية، زوال أول أمس الاثنين، من أجل الحسم في ملفهم، بعد أن خضعوا لتحقيقات تفصيلية ماراثونية من طرف قاضي التحقيق بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، تخللتها مواجهات حارقة مع الفتاة الضحية التي فجرت جرائم الاتجار في البشر والاختطاف والاحتجاز والتعذيب المنسوبة للشبكة، فضلا عن مواجهات أخرى شملت ضحايا أخريات تعرضن للجرائم ذاتها.
وحسب معطيات الملف كانت النيابة العامة وقاضي التحقيق تابعا المتهمين السبعة، وهم أربعة أتراك وثلاثة مغاربة، بينهم سيدة ثلاثينية، بتهم تتعلق
بالاتجار في البشر عن طريق نقل وإيواء واستقبال ضحية واحتجازها واستغلالها جنسيا من طرف عدة أشخاص سواء بصفتهم فاعلين أو مساهمين أو مشاركين، كما تابعتهم المحكمة، كل حسب التهم المنسوبة إليه وفق فصول المتابعة، بتكوين عصابة اجرامية لإعداد وارتكاب بصفة اعتيادية عمليات تسهيل دخول أشخاص إلى التراب الوطني والخروج منه بصفة سرية، والاتجار بالبشر في إطار عابر للحدود الوطنية، باستقبال أشخاص مرشحين للهجرة السرية وإيوائهم ونقلهم، فضلا عن متابعتهم بتهمة تكوين عصابة إجرامية والاعتياد على تنظيم وتسهيل خروج أشخاص من التراب الوطني بصفة اعتيادية، والاتجار في البشر عن طريق استدراج أشخاص مرشحين للهجرة السرية ونقلهم وإيوائهم واستقبالهم بواسطة الخداع والاحتيال وارتكابها بواسطة عصابة إجرامية في إطار عابر للحدود الوطنية، مع ارتكاب كل ذلك ضد قاصر ترتبت عليه وفاة الضحية والنصب والمشاركة في ذلك، ويتابع المتهمون أيضا بتهمة عدم التبليغ عن ارتكاب جريمة الاتجار في البشر والشروع فيها.
وكان الملف تفجر في يناير من سنة 2024، بعد أن تقدمت عائلة فتاة عشرينية بشكاية رسمية للسلطات القضائية والأمنية بالرباط، حول تعرضها لجريمة اختطاف واحتجاز وتعذيب واستغلال جنسي بشع من طرف عدة أشخاص، حيث تحول حلم الهجرة إلى تركيا من أجل العمل بتنسيق مع وسيطة مغربية إلى كابوس حقيقي، بعد احتجازها من طرف شبكة منظمة وإرغامها على ممارسة الجنس والدعارة، والإذعان لممارسات مذلة تقاسمت الضحية فصولها المثيرة مع المحققين وقاضي التحقيق، مؤكدة أن المصير ذاته شمل ضحايا مغربيات أخريات وقعن في فخ الإغراءات المقدمة من طرف الشبكة التركية بإيعاز من الوسطاء المغاربة بإمكانية الحصول على فرصة عمل بتركيا، قبل أن يجدن أنفسهن رهينات لدى مافيا الدعارة والجنس والتعذيب.
تفاعل النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط ويقظة المصالح الأمنية المكلفة بمكافحة شبكات الاتجار في البشر والهجرة السرية بولاية أمن الرباط مكنا من تفكيك الشبكة واعتقال كل أفرادها، وهم أربعة مواطنين يحملون الجنسية التركية وثلاثة مغاربة، بينهم سيدة، حيث جرى اعتقالهم وإخضاعهم للبحث التمهيدي تحت إشراف مباشر للوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط، قبل إحالتهم على قاضي التحقيق من أجل التحقيقات التفصيلية التي كشفت تورطهم في جرائم بالغة الخطورة تتعلق تحديدا بالاتجار في البشر والاختطاف والاحتجاز والتعذيب والاستغلال الجنسي، وتسهيل مغادرة أشخاص للتراب الوطني وغيرها من التهم.