الأخبار
علم لدى مصادر جيدة الاطلاع أن بارونات الهجرة السرية والاتجار في البشر استنفروا من جديد السلطات الأمنية والترابية بالهرهورة والصخيرات، من خلال تنفيذ محاولتين لتهجير مرشحين أفارقة ومغاربة تمكنوا من الفرار، انطلاقا من سواحل الهرهورة، قبل أن تنجح مصالح الدرك الملكي في إحباطهما، قبل انطلاق القوارب المطاطية صوب عرض البحر.
مصادر «الأخبار» أكدت أن عناصر الدرك بسرية تمارة استنفرت كل أطقمها بكل المراكز التابعة لها بالهرهورة وتمارة الشاطئ، من أجل التصدي لمحاولات للهجرة السرية كانت مبرمجة ليلتي الأربعاء والخميس الماضيبن بشاطئي سيدي العابد ووادي يكم، وقد تمكنت من إجهاضها وحجز قاربين ومحركين وكمية مهمة من الوقود وسترات النجاة، كما نجحت في توقيف مرشح يحمل الجنسية الإفريقية جرى إخضاعه لإجراءات البحث من أجل الإحاطة ببعض التفاصيل المرتبطة بمحاولة الهجرة إلى أوروبا التي شاركه فيها حوالي 20 إفريقيا تمكنوا من الفرار.
التحريات التي باشرتها عناصر الدرك بالهرهورة تشير إلى أن محاولة الهجرة الأولى، التي جرى إحباطها ليلة الأربعاء الماضي، تهم مغاربة تمكنوا من الفرار بعد إصابة قاربهم بعطل مفاجئ قبالة شاطئ سيدي العابد، فيما المحاولة الثانية التي استهدفت ترحيل حوالي 21 إفريقيا، فقد تم إحباطها بالقرب من شاطئ وادي يكم بعد منتصف ليلة الخميس الماضي، وقد كشفت نفس التحريات أن المرشحين الأفارقة نجحوا في الفرار من قبضة الدرك، بمساعدة سيارات أجرة من النوع الكبير كانت مرابضة بالقرب من الموقع وفق اتفاق مسبق محتمل، حيث تكدسوا فيها ولاذوا بالفرار صوب وجهة لم يتم تحديدها بعد، ولا زال البحث جاريا لتوقيف سائقيها.
وكانت مافيا الهجرة السرية قد هجمت على شواطئ الهرهورة والصخيرات وبوزنيقة، خلال شهر مارس الماضي، حيث تم إحباط العشرات من محاولات الهجرة، واعتقال حوالي 14 بارونا ومساعدا ومسؤولا عن ورشات إعداد وترميم القوارب المطاطية والخشبية، التي انتشرت كالهشيم بمواقع سرية بالضيعات والمستودعات بالصخيرات وتمارة وعين عتيق، قبل تفكيكها بفضل تنسيق محكم بين الأمن والدرك بتراب العمالة.
وكانت المحاولات المنجزة في مارس الماضي قد أودت بحياة شخصين وخلفت مفقودين بالقرب من شاطئ سيدي العابد، ولولا تدخل الملكية البحرية لإنقاذ القارب العالق في عرض البحر، لكانت الحصيلة مضاعفة، وأسفرت نفس العملية عن توقيف ثلاثة متهمين رئيسيين تم إيداعهم سجن العرجات، إثنان منهم من ذوي السوابق القضائية، فيما قررت السلطات القضائية المختصة متابعة متهمين آخرين في حالة سراح.
وباتت السواحل الممتدة بين شاطئي بوزنيقة والهرهورة أكثر جاذبية لبارونات الهجرة السرية في الآونة الأخيرة، بعد تضييق الخناق عليهم بالمواقع التقليدية للهجرة سواء بشواطئ الغرب أو الشمال، ويسود تخوف كبير من إنزالات جديدة لشبكات الهجرة السرية بسواحل الهرهورة والصخيرات تزامنا مع انطلاق عطلة الصيف، مستغلة انشغال مصالح الدرك الملكي بتأمين الترتيبات الخاصة بموسم الاصطياف، في ظل توافد الآلاف من المواطنين على الشريط الساحلي الممتد بين الهرهورة وبوزنيقة مرورا بشاطئ الصخيرات خلال هذه الفترة.