أنقذوا الدكتور السلاوي
زينب موسى
يبدو أن قضية التحرش التي اتهم فيها الخبير البيولوجي منصف السلاوي وأقيل على إثرها من منصبه في مجلس إدارة شركة «غالفاني بيو إلكترونيكس»، أعمق وأخطر مما قد يظهر للجمهور.
الرجل في البلاغ الذي خرج به معتذرا عما اقترفه في حق زميلته وعائلته ومن وضعوا ثقتهم فيه يدق ناقوس الخطر، ويرسل رسائل استغاثة غير مباشرة كي يتدخل أحد لإنقاذه مما هو فيه.
وإذا كان هناك أحد لا زال يتساءل عما هو فيه، فالجواب هو أن الرجل قد سرق، سرقوا منه هويته، وسلبوه هناك في أمريكا جيناته المغربية التي من المفترض أن تظهر في موقف كهذا، أو ربما اختطفوه وغيروه برجل آلي ودفعوا بهذا البديل إلى الاعتذار وتشويه سمعة الدكتور المغربي، ومعه المغاربة بأكملهم. فمنذ متى يعتذر ذكر فحل مغربي عن التحرش الجنسي، أو يعترف بالإساءة لامرأة؟ وما تفسير أن الرجل قدم اعتذاره عن المضايقات التي سببها لزميلته غير أنه مختطف، مهدد، أو منوم مغناطيسيا؟
المفروض أن يخرج السلاوي عبر تدوينة على حسابه الشخصي بالفيسبوك ينكر فيها التهم المنسوبة إليه، ويحمل المسؤولية لـ«مخزن أمريكا» وإدارة بايدن التي تستهدفه لأنه محسوب على النظام القديم، المفروض أن يقول أنه ضحية الصراع المحتدم بين مختبرات العالم حول لقاح كورونا ولوبيي اللقاحات، وأن الغرض من اتهامه هو بمثابة «عصى فالرويضة» وضعها أعداؤه في طريق نجاحه، وأن الزميلة التي اتهمته عميلة للدب الروسي ومبعوثة شخصية من طرف بوتين من أجل إحباط المجهود الأمريكي، أو أنها استغلت طيبته وإنسانيته التي دفعت به إلى مساعدتها في دفع أقساط شقتها وسيارتها ثم رضخت لمساومات المخزن الأمريكي، وإسرائيل أيضا كان يستطيع أن يزج بها في الموضوع ويتحدث عن محاربتها له لأنه مسلم، ولأنهم يخافون من نجاحات المسلمين، وكنا سنصدق ونؤمن وراءه أن «ولدنا مايديرهاش» ونخرج لو اقتضى الأمر في مظاهرة أمام قنصلية أمريكا نطالب فيها برد الاعتبار لابننا المظلوم.
كنا سنحشد له والله شهيد جميع المنابر المليونية المعروفة وقنوات اليوتيوب الشهيرة كي ندافع عن «شرفه» ضد الزميلة التي كانت تأتي للعمل في كامل زينتها كي تستفزه وتتحرش به، لكنه اختار أن يعترف ويعتذر ويحطم بذلك كل آمالنا المعقودة على هيئة دفاعه التي كانت قد بدأت تتشكل بالفعل على فيسبوك، وهذا ليس من شيم المغاربة، ولا أخلاقهم. فألا يبعث الموضوع على الشك؟
لهذا يجب على جميع المغاربة الأحرار، والمحامين المعارضين المطلعين على طريقة عمل الأنظمة وتلفيقها التهم للناجحين، ألا يولوا اهتماما لبلاغ الاعتراف أو يصدقوه، وأن يحاولوا إنقاذ الدكتور المغربي في أقرب وقت ممكن، فابننا مايديرهاش، وحتى إلى دارها لن يعترف، وأن يكونوا جميعا صوتا واحدا يطالب أمريكا بإعادته لحضن وطنه الذي يمكن أن يجد فيه من يقدره ولا يمكن أن يضعه في موضع شبهة حتى لو اعترف.