أنا حارس المرمى الأكثر تتويجا في المغرب على المستوى المحلي والقاري والعربي
مانسيناكش مصطفى الشاذلي (حارس الرجاء الرياضي سابقا):
9 يناير، 2024
حسن البصري
يقال إنك الحارس المغربي الأكثر حيازة للألقاب، ما صحة هذا الكلام؟
حين نريد المفاضلة بين رياضي وآخر على مستوى الألقاب، فالأمر سهل للغاية، أي علينا الرجوع إلى المستندات والدلائل، في حوزتي حوالي 22 لقبا وعدد كبير من الألقاب الشخصية، فضلا عن حضور مونديال الأندية مرتين حارسا ومدربا لحراس المرمى. أنا بكل تواضع حارس المرمى الأكثر تتويجا وطنيا، والثاني قاريا. فزت مع فريق الرجاء الرياضي بلقب البطولة الوطنية ست مرات متتالية، وهو رقم غير مسبوق، أيضا فزت بكأس العرش مرتين، وطبعا عدة ألقاب قارية، كدوري أبطال إفريقيا مرتين والكأس الأفرو آسيوية وكأس السوبر الإفريقية، وكأس الكونفدرالية الإفريقية، بالإضافة إلى دوري الصداقة العربي، دون أن ننسى مشاركتي في كأس العالم للأندية مرتين وكأس العالم سنة 1998 كحارس مرمى احتياطي. قضيت في الفريق الأول عشر سنوات، وكانت أول مباراة لي كأساسي برسم البطولة الوطنية في الموسم الرياضي 1997/1998، ضد الكوكب المراكشي بالبيضاء، وانتهت بنتيجة 2/2. وفي السنة نفسها لعبت أول مباراة رسمية قارية وكانت أمام اتحاد العاصمة الجزائري بالدار البيضاء، في دور المجموعات دوري أبطال إفريقيا. أنهيت مشواري كحارس مرمى في الدوري الوطني سنة 2006 مع الرجاء ضد الجيش الملكي، وآخر مباراة قاريا سنة 2005 في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا إياب بتونس، أمام النجم الرياضي الساحلي التونسي.
نعود إلى المنطلق، كيف كانت بدايتك في المرمى؟
أنا «ولد سيدي عثمان»، تعرفت على الكرة حين كان والدي رحمه الله يمارس اللعبة ضمن فريق وكالة توزيع الماء والكهرباء، في البطولة العمالية، وأنا صغير السن كنت أحرس المرمى في مباريات الأحياء في الفضاءات الصغيرة، أقول أحرس ولا أمارس كلاعب، لأنني كنت أجد ضالتي وأنا أقف بين حجرتين، وأتصدى لتسديدات أقراني من اللاعبين، بمعنى أنني لم أكن لاعبا، ثم تحولت إلى حارس للمرمى.
ما هو دور والدك في بداية مشوارك؟
والدي حسن رحمه الله، كان يأخذني معه إلى الملاعب حين يلعب مع فريق «لاراد»، وكنت وأنا صغير السن أتابع تحركات حراس المرمى، وحلمي يجعلني أركز على حارس يرتدي قميصا مختلفا عن الآخرين. وفي ما بين شوطي المباراة كنت أصر على النزول إلى أرضية الملعب، لأداعب الكرة وأنا أقف وسط المرمى بجسدي الصغير، كنت أحس بمتعة في الارتماء على الكرة. أصدقاء والدي الذين كانوا يتابعون تحركاتي في المرمى وتقليدي لحراس المرمى الكبار، نصحوا والدي بتبني موهبتي وتعهدها بالرعاية والاهتمام، والدي من جهته تفهم الأمر وآمن بموهبتي الواعدة، وأبدى استعداده لصقل هذه الموهبة، حتى لا تضيع في فرق الأحياء. كنت مهووسا بالكرة، ومن هنا سيقرر والدي ضمي إلى أحد الفرق التي تتوفر على مؤطرين جيدين، فتم اصطحابي نحو فريق جمعية الحليب، بحكم وجوده في منطقة سيدي عثمان، ما جعلني أعد والدي بالاجتهاد كي لا يخيب ظنه، أما أقراني فكانوا على دراية بمؤهلاتي آنذاك ويؤمنون أنني سأصبح من أفضل حراس المرمى على الساحة الوطنية والقارية.
من المفارقات العجيبة أنك تستخدم يدك اليسرى، ولكنك تلعب بالقدمين اليمنى واليسرى؟
في فترة زمنية سابقة كان اللاعب «الكوشي» عملة نادرة في الفرق المغربية، الفرق بيني وبين باقي حراس المرمى، هو أنني حارس بالفطرة لم أكن يوما حارسا، وبالرغم من كوني أعسر اليد، إلا أنني ألعب بقدمي اليمنى واليسرى. علميا الأعسر أكثر نجاحا في الأدوار القيادية، لأن الشخص الأعسر يستخدم الجزء الأيمن من دماغه للتفكير، وهو ما يجعله أكثر ابتكارا وقدرة على التحليل والتواصل وتعلم اللغات، وكلها مميزات الناجحين.
ألهذا السبب كنت متفوقا في مادة الرياضيات؟
كنت متفوقا في الرياضيات وكنت أحصل على نتائج جيدة، بشهادة الأساتذة الذين تعلمت على أيديهم، لكن حتى وأنا في الفصل الدراسي، كانت الكرة تتراقص أمام عيني. ذات يوم لاحظ أحد مدرسي التربية البدنية تألقي كحارس مرمى في المؤسسة، فوجهني إلى فريق جمعية الحليب، وبتوصية منه وجدت نفسي في ملعب «تيسيما» بحي سيدي عثمان مع فريق فتيان جمعية الحليب. حملت التوصية إلى محمد الشاذلي الذي كان مدربا للفئات العمرية، قلت له: «أنا مبعوث من طرف الأستاذ أحمد»، فكان رده صادما: «أنا لا أعرف أحدا، أؤمن فقط بالكفاءة». وقفت مذهولا أمام الرد، لكن والدي حفزني. كان كلام المدرب محمد الشاذلي أول درس تعلمته، حينها فهمت أن التألق يأتي بالموهبة لا بالتوصية.