علمت “الأخبار”، من مصادر متطابقة، أن المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن طنجة، ومصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تعكف على التحقيق في قضية تشويه الرمز التذكاري للراحل عبد الرحمان اليوسفي.
وعلمت الجريدة أن المصالح الأمنية والاستخباراتية، ومصالح الشرطة العلمية والتقنية، قامت بعملية مسح شاملة لمكان الواقعة، فضلا عن أخذ البصمات المفترضة، كما تبين أن المجهولين قاموا بوضع شحم السيارات “لاكريس”، مما يرجح أن المشتبه بهم كانوا يمتطون سيارة.
كما قامت المصالح الأمنية، بالاستناد إلى كاميرات المراقبة بعين المكان، منها الكاميرات التي تعود لأحد مختبرات التحليلات الطبية، قصد الكشف عن الجهة التي تقف وراء ما جرى.
وكان مجهولون عمدوا في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، إلى تشويه النصب التذكاري الذي أقامه الملك محمد السادس خلال سنة 2016، للراحل عبد الرحمان اليوسفي.
وفي الوقت الذي قام مواطنون، مباشرة بعد وفاة الوزير الأول الأسبق، بوضع الورود وبعض التعابير التي تظهر مكانة الراحل في وجدان المغاربة، وسكان مدينة طنجة باعتباره أحد أبنائها، قام مجهولون بتلطيخ هذا النصب بواسطة براز بشري، وذلك بعد 48 ساعة فقط من وفاته، في ظروف غامضة.
هذا، واستنكرت عموم الفعاليات الحقوقية والمدنية ومختلف المواطنين هذا العمل «الجبان»، حسب وصفهم، مطالبين مصالح النيابة العامة المختصة بفتح تحقيق قضائي بخصوص هذه الواقعة للوقوف على الأشخاص الذين قاموا بهذا الأمر، مع العلم أن شارع عبد الرحمان اليوسفي الذي يحمل النصب التذكاري في الآن نفسه اسمه، تتواجد به عدد من كاميرات المراقبة الخاصة بالمحلات التجارية وبعض الشركات الخاصة، ما يجعل الوصول إلى هؤلاء المجهولين مسألة وقت فقط.
وفي السياق نفسه، لا تزال ردود الفعل الغاضبة تتعالى بالمدينة، حيث دخل عدد من الهيئات المحلية على الخط، للمطالبة بالكشف عن تفاصيل ما جرى، والمجهولين الذين قاموا بهذا العمل الذي وُصف ب”الجبان”. كما قام نشطاء محليون بوضع باقات جديدة من الورود بعين المكان، بعد أن تدخلت مصالح النظافة التابعة لجماعة طنجة، وعمدت إلى تنظيف النصب التذكاري، فيما قامت المصالح المختصة بالتقاط صور للواقعة.
يشار إلى أنه خلال شهر يوليوز من سنة 2016، الذي تزامن مع الذكرى 17 لاعتلائه العرش، دشن الملك هذا النصب التذكاري رفقة الراحل عبد الرحمان اليوسفي، وذلك تكريما له ولكبار شخصيات الحركة الوطنية، ناهيك عن كونه أحد رجال الدولة الذي أبان عن تفانيه الكبير وحكمته ونكران للذات حسب كل من عاصروه.