تحقق السلطات الأمنية بأوامر من النيابة العامة بشأن إصابة أزيد من 16 شخصا بالعمى أثناء استعمال عقار طبي، تشير التحريات الأولية إلى أنه ممنوع وغير حاصل على ترخيص من السلطات الصحية بالمغرب.. جمعية أطباء العيون بالمغرب راسلت وزارة الصحة من أجل الاستفسار بشأن استعمال الدواء البالغ ثمنه 3000 درهم، أم تغييره بأدوية أخرى في تعاطيهم مع الحالات المرضية الوافدة عليهم.
حمزة سعود
كشفت معطيات تتعلق بالأبحاث التي تجريها المصالح الأمنية بالعاصمة الاقتصادية، بشأن فقدان 16 شخصا للبصر في مستشفى 20 غشت، وإمكانية وجود خطأ طبي من الطواقم الطبية وشبه الطبية في التعامل مع المرضى، يتعلق بالأساس بعدم الترخيص لعقار «بيفاسيزوماب»، المستعمل في علاج شبكية العين من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، في غياب إذن بتسويقه بالمملكة من طرف الصيدليات وعدم تأشير مصلحة مراقبة الأدوية التابعة لوزارة الصحة على ذلك.
وتشير المعطيات المتوفرة، إلى أن وجود دواء غير حاصل على الترخيص من مديرية الأدوية والصيدلية، داخل مصلحة مستشفى 20 غشت المتخصصة في أمراض العيون، من شأنه أن يورط إدارة المستشفى العمومي في التسبب في عاهات مستديمة وفقدان البصر لأزيد من 16 شخص. كما دخلت الجمعية المغربية لطب العيون، على الخط بشأن الملف من أجل إنصاف الضحايا وجبر الأضرار النفسية المترتبة عن الحادث.
ووجه أطباء العيون بالمغرب رسالة إلى وزارة الصحة بشأن إمكانية مواصلة حقن شبكيات المرضى بالعقار نفسه الذي تسبب في فقدان 16 مريض للبصر أم تغييره بعقارات أخرى، خاصة أن ثمنه يتجاوز 3000 درهم لدى الصيدليات.
ويواصل ضحايا الخطأ الطبي احتجاجاتهم ضد إدارة مستشفى 20 غشت متهمينها بالتسبب في فقدانهم للبصر إثر تلقيهم حقنة من دواء يقلل من تأثيرات أمراض مزمنة على شبكية العين، مطالبين وفق بلاغ لهم، بإيفاد لجنة طبية لتحديد الأسباب الرئيسية وراء الحادث.
وكانت إدارة مستشفى 20 غشت، قد فتحت تحقيقا بشأن مضاعفات العقار «بيفاسيزوماب»، على الضحايا، جراء تضرر شبكية العين وضعف البصر لديهم، بعد أن كانوا يتابعون العلاج، بانتظام، داخل مصلحة طب العيون بنفس المستشفى، وتلقيهم لحقن طبية داخل الجسم الزجاجي المعروف اختصارا بـ «IVT».
وأفاد بلاغ لمستشفى 20 غشت، بشأن الحادث، بأن الضحايا ظهر لدى عدد منهم احمرار وألم في العينين، مع نقص حاد في البصر، خلال اليوم الموالي لتاريخ تلقي هذه الحقن (19 شتنبر 2023)، الأمر الذي استدعى، وفق بلاغ المستشفى، وضع جميع المصابين تحت المراقبة الطبية ومنحهم العلاجات الضرورية، من طرف الفريق الطبي بالمصلحة.
ويضيف البلاغ، أن غالبية المصابين ظهرت لديهم علامات تحسن بعد خضوعهم للمراقبة الصحية من طرف الفريق الطبي المشرف على مصلحة العيون، بحيث تمكن 5 مرضى من استعادتهم للبصر بشكل كلي، بعد علاجات مكثفة بشكل تدريجي تلقوها بالمصلحة، في حين يتابع المرضى الآخرون العلاجات الضرورية بعد أن ظهرت عليهم علامات التحسن وسيغادرون المستشفى بعد استكمال العلاج خلال الأيام المقبلة. وفق البلاغ.
وتشير تصريحات عائلات المصابين، إلى أن إدارة مستشفى 20 غشت طالبتهم باقتناء أدوية جديدة من أجل استكمال العلاج، في الوقت الذي يعيش فيه عدد من الضحايا ظروفا مزرية لا تمكنهم من اقتناء الأدوية الموصى بها من طرف إدارة المستشفى.