الداخلة: محمد سليماني
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية، خطواتها العملية في سياق تنزيل اعترافيها بسيادة المملكة المغربية على الأقاليم الجنوبية، ومغربية الصحراء. آخر فصول هذا المسلسل، قيام بلدية «كولومبوس» بولاية «أوهايو» بالولايات المتحدة الأمريكية بتوقيع اتفاقية توأمة مع الجماعة الترابية للداخلة، بأقصى الجنوب المغربي.
وحسب مذكرة التفاهم الموقعة بالداخلة، والخاصة باتفاقية التوأمة، فإنها تأتي في سياق الرغبة المتبادلة بين الشعبين المغربي والأمريكي في المساهمة في توطيد علاقات التفاهم والشراكة والصداقة بينهما، وأيضا اعتبارا لرغبة الجماعتين في إرساء علاقة صداقة بناءة، أساسها الاحترام المتبادل والمساواة والاهتمامات المشتركة، وذلك وفقا للقوانين والتشريعات الجاري بها العمل في كل من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية. كما تأتي اتفاقية التوأمة، من أجل قيام تعاون مشترك مبني على العمل والتبادل الثقافي، بالإضافة إلى المكانة التي توليها المدينتان للتنمية الاقتصادية، وتجويد الحكامة البيئية والتنمية الاجتماعية، وصقل مهارات الأجيال الصاعدة.
وجرت مراسيم التوقيع على اتفاقية التوأمة، أول أمس الأربعاء بالداخلة، ما بين كل من الراغب حرمة الله، رئيس المجلس الجماعي للداخلة، و«أندرو جينتر»، عمدة مدينة كولومبوس، بحضور علي خليل، والي جهة الداخلة – وادي الذهب، وجيم روس، عمدة أرلينغتون، بتكساس، بالإضافة إلى عدد من المنتخبين المحليين.
وبعد مراسيم توقيع التوأمة، قال عمدة «كولومبوس»، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مؤتمر عمداء مدن الولايات المتحدة، إنه «سعيد جدا لوجوده لأول مرة بمدينة الداخلة والتعرف على الشعب المغربي، من أجل نسج علاقات مهمة للغاية»، كما ثمن عاليا «الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بخصوص التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة». وأبرز المتحدث أن «هناك مستقبلا مشتركا رائعا لسكان الداخلة وكولومبوس، من خلال تبادل أفضل الممارسات في المجالات الثقافية والتنمية المستدامة». أما رئيس جماعة الداخلة، فقد أكد أن «توقيع اتفاقية التوأمة، من شأنه أن يعود بالنفع على سكان مدينتي الداخلة وكولومبوس، في إطار تبادل شراكات التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتعزيز المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها المنطقة في مختلف المجالات».
ويأتي توقيع اتفاقية توأمة ما بين مدينة الداخلة ومدينة أمريكية، في سياق الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية سبق لها أن عبرت عن إطلاق برنامج تمويلي لدعم التمكين الاقتصادي بمدينتي العيون والداخلة، يصل إلى مليون و500 ألف دولار أمريكي.
وسيقوم برنامج الدعم (grants.gov)، الذي تشرف عليه وزارة الخارجية الأمريكية، من خلال مكتب تنسيق المساعدات بمكتب شؤون الشرق الأدنى، بتقديم الدعم المالي للمشاريع الاستثمارية المزمع إقامتها بكل من مدينتي العيون والداخلة، ما بين 200 ألف دولار و500 ألف دولار لكل مشروع، من إجمالي الميزانية المخصصة والتي تصل إلى مليون و500 ألف دولار أمريكي، وتم تحديد يوم 17 ماي الماضي آخر أجل لتقديم ترشيحات المشاريع.
كما سبق أن زار مدينة العيون ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في أول زيارة رسمية لأحد أكبر المسؤولين الأمريكيين إلى الصحراء المغربية، منذ بدء النزاع المفتعل حول الصحراء قبل 45 سنة، والتي جاءت مباشرة بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على كامل ترابه، وهي الزيارة التي وصفتها السفارة الأمريكية بالرباط بـ«التاريخية».