النعمان اليعلاوي
شب حريق خطير، مساء أول أمس السبت، بالسوق المركزي بسلا المدينة، وهرع إلى عين المكان رجال الوقاية المدنية الذين تمكنوا من إخماد النيران. وأكد شهود عيان أن أسباب الحريق «تعود إلى تماس كهربائي بأحد المجمدات، التي طالب تجار السوق بإصلاحها مرات عديدة دون تدخل»، مضيفين أن «حرمان السوق من خدمات الماء والكهرباء، دفع التجار والعاملين به إلى محاولة ربطه بالكهرباء من خلال التزود بالطاقة الشمسية، غير أن هذا الربط ربما كان وراء التماس الكهربائي»، موضحين أن «السوق سبق وخضع للترميم، إلا أنه منذ ذلك الحين تم قطع خدمات الماء والكهرباء به، وحرمان عشرات التجار المستغلين للمحلات به من الاشتغال، ما يضطرهم إلى الاستعانة بالبراميل الحديدية التي يملؤونها من جيران السوق».
وانتشرت النيران، حسب شهود عيان، في عدد من أجنحة السوق لتلتهم بعض السلع في المحلات المعدودة التي ظلت تشتغل به، ويتعلق الأمر بالجناح الخاص بتجار الأسماك، وبعض محلات الطيور. وقال التجار المعنيون إن الحريق قد تسبب في فقدان سلعهم، وخسائر مادية كبيرة، محملين الجهات الوصية على السوق وعلى رأسها جماعة سلا، التي يرأسها جامع المعتصم، مسؤولية ما آلت إليه أوضاع السوق المركزي للمدينة، والذين قالوا إنه قد «خصصت له مبالغ مالية جاوزت المليار سنتيم من أجل إعادة تأهيله وترميمه، غير أن عملية الترميم أفقدته جماليته السابقة، وحولته إلى بناية شبه مهجورة، بعدما كان محجا لسكان مدينتي الرباط وسلا».
ويعتبر السوق المركزي لسلا والذي يعود بناؤه إلى أزيد من 80 عاما، إحدى المعلمات التاريخية للمدينة، غير أنه عانى في السنوات الأخيرة من الإهمال المتواصل للجماعة لوضعية المحال الموجودة به. وكان عدد من التجار المحليين بالسوق المركزي بسلا، كشفوا عن انعدام أدنى شروط النظافة داخل السوق، حيث يعاني التجار من قطع خدمات الماء الصالح للشرب عن السوق منذ أزيد من ثلاث سنوات، «وهو الأمر الذي دفعنا إلى الاستعانة ببراميل نملؤها ليلا بالماء، لنستخدمه في اليوم الموالي»، يوضح مصدر من التجار، مبينا أن «السوق الذي يضم أزيد من مائة محل تجاري، بالإضافة إلى الجناح المخصص لبيع المأكولات البحرية، بات يضم اليوم فقط ستة أو سبعة محلات تشتغل بشكل يومي، في الوقت الذي اختار باقي التجار هجران السوق والبيع خارجه، أو الانتقال إلى محلات أخرى في أحياء المدينة». وتضيف المصادر أن «السوق الذي كان قبلة لسكان المدينة القديمة بسلا، بات محلات مهجورة ومغلقة وبناية تحيط بها الأزبال من كل جانب».