كلميم: محمد سليماني
أنعشت التساقطات المطرية الأخيرة سكان منطقة فاصك بإقليم كلميم وباقي جماعات سافلة المنطقة، وذلك بعدما استقبل أكبر سد بالأقاليم الجنوبية، والموجود بنفوذ جماعة فاصك، وعلى مشارف مدينة كلميم، أول واردات مائية بعد انتهاء أشغال بنائه قبل أسابيع فقط.
واستنادا إلى المعطيات، فقد استقبلت حقينة سد فاصك إلى حدود مساء يوم الأحد المنصرم ما يزيد عن 10,5 ملايين متر مكعب من الواردات المائية، وهو ما يشكل نسبة ملء تصل إلى 12,65 في المائة من مجموع حقينته الإجمالية. ويعد سد فاصك مصبا لمجموعة من الأودية الضخمة التي تخترق عدة مناطق بإقليم كلميم، من عالية إفران الأطلس الصغير وتغجيجت وتيمولاي، ثم فاصك، الأمر الذي يعزز حقينة السد، خصوصا بعدما عرفت مناطق بإقليم كلميم (أمتضي، وتغجيجت) تساقطات مطرية مهمة خلال نهاية الأسبوع الماضي.
ويعتبر سد فاصك أكبر سد بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وقد تم البدء في اشغال بنائه منذ سنوات، قبل أن تكتمل فقط قبل أسابيع قليلة، وذلك بعدما تم رفع وتيرة الأشغال، ومضاعفة ساعات العمل، وتوظيف آليات لوجستيكية أخرى خلال الأشهر الأخيرة، وذلك من أجل إنهاء الأعمال في وقتها المحدد، على أساس أن يبدأ تشغيل السد لاستقبال الواردات المائية ابتداء من السنة الجارية، وهو ما تأتى بالفعل.
ويعول على سد “فاصك” الذي كان مطلبا ملحا للسكان منذ عقود من الزمن، لتأمين حاجيات كلميم من الماء الصالح للشرب، بالإضافة إلى إنعاش الفلاحة السقوية بالسافلة، وحماية مدينة كلميم من خطر الفيضانات، كتلك التي جرت سنة 2014. وتبلغ حقينة سد فاصك 79 مليون متر مكعب، فيما خرسانته المدكوكة تبلغ مليونا و500 ألف متر مكعب، الأمر الذي يجعله أكبر سد بالأقاليم الجنوبية للمملكة، ومن بين أكبر السدود على الصعيد الوطني.
وقد ظهرت الآن أكثر من أي وقت مضى، الحاجة الملحة لهذا السد، نظرا للجفاف الذي زحف على مناطق متعددة وواحات مختلفة من إقليم كلميم، حيث نضبت الفرشات المائية، بسبب قلة التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن استقباله واردات مائية خلال أول تساقطات تشهدها المنطقة، يزكي توجه بنائه في ذلك المكان.
وكانت المنطقة قد عرفت تعاقبا طويلا لسنوات الجفاف، تليها بين الفينة والأخرى سنة ماطرة، لكن تلك المياه تضيع وسط الصحراء دون أن يستفيد منها أحد، الأمر الذي دفع إلى إنشاء سد فاصك، وذلك من أجل تخزين تلك المياه، وإعادة استعمالها خلال فترات الجفاف، عبر سقي 20 ألف هكتار في مراحل لاحقة، بعد البدء ب 10 آلاف هكتار في مراحل أولى.
وقد بلغت الاعتمادات المالية المخصصة لهذا السد، والتي تم توفيرها عن طريق هبة من أمير دولة قطر، مليار و500 مليون درهم، حيث بدأت الأشغال منذ ما يزيد عن أربع سنوات.