أفتاتي يشبه الأزمي بـ«الصحابي» ومواطنون يحاصرونه بالشموع
وصف «البيجيدي» بحزب «النقاء» واتهم منافسيه بالدخول في عملية تشبيك للدفاع عن مصالحهم
في الوقت الذي كان عبد العزيز أفتاتي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، يحاضر في ندوة عقدها حزب «المصباح» في مقاطعة «جنان الورد» بفاس، مساء أول أمس الأحد، حول «صفاء» و«نقاء» أعضاء حزب «البيجيدي»، وسط مشهد حزبي حاول تقديمه على أنه فاسد، إلى درجة أنه شبه العمدة الأزمي بالصحابي وردد عبارة «رضي الله عنه» لأكثر من مرة وهو يذكر اسمه مشيدا بإنجازاته، كان العشرات من المواطنين، ضمنهم أطفال ونساء يشعلون الشموع ويحملون قنينات المياه الفارغة قبالة مقر المجلس الذي احتضن الندوة، احتجاجا على عزلة شبه تامة يعيشها سكان «جنان لبييض» التابع لهذه المقاطعة التي يسيرها حزب العدالة والتنمية بأغلبية مريحة.
وقال المحتجون إنهم صوتوا لفائدة لائحة حزب «المصباح» في الانتخابات الجماعية السابقة (2015) بعدما قدمت لهم حملتها الانتخابية وعودا بتجهيز الحي، وربطه بالماء الصالح للشرب والكهرباء، وإعادة هيكلته، لكن هذه الوعود تبخرت، رغم المراسلات التي وجهوها إلى كل من رئيس المقاطعة، ورئيس المجلس الجماعي. ويكتفي مجلس المقاطعة بتزويدهم بصهاريج مياه غير صالحة للشرب كل أسبوع. وإلى جانب المعاناة التي تعيشها أسر هذا الحي في ظل غياب الكهرباء، فإن سكانه يضطرون إلى قطع مسافات في الظلام الدامس في الصباح الباكر وفي الليل، في ظل غياب مسلك يوفر الحد الأدنى من السلامة.
وتتعرض حصيلة العمدة الأزمي، الذي غاب عن هذا اللقاء، بعد مرور نصف ولايته، لانتقادات لاذعة من قبل فئات واسعة من المواطنين الذين يتحدثون عن أزمة عميقة في مختلف القطاعات الاقتصادية، وعن تدهور كبير في التجهيزات الأساسية، وغياب مشاريع تجهيز وتأهيل في مختلف مناطق المدينة بغض النظر عن بعض الترقيعات. وتسببت هذه الانتقادات في احتجاجات للفعاليات الجمعوية بالمقاطعة ذاتها، عندما كان العمدة الأزمي يقدم حصيلة نصف ولايته، مما جعله يفقد أعصابه ويقول للمحتجين إن ما ينشرونه في شبكات التواصل الاجتماعي لن يؤثر في موقعه. لكن أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب «البيجيدي»، وصفه بالشاب وردد عبارة «رضي الله عنه» وهو يتحدث عنه، موردا أنه يرمز للكفاءة والنزاهة. وعوض أن يقدم أفتاتي أجوبة عن ملفات السكان الذين ينتظرون من حزب العدالة والتنمية الوفاء بالوعود وتنفيذ إنجازات تتماشى وشعاراته، قال أفتاتي إن أطرافا تريد إرجاع المغرب إلى مرحلة سابقة تقوم بعملية «التشبيك» غير واضحة، لكنها عابرة للأحزاب والأقاليم والجهات لخدمة مصالحهم ومصالح زوجاتهم ومصالح أبنائهم. واعتبرت فعاليات محلية أن مثل هذه التصريحات هدفها هو محاولة إبعاد تهمة العجز في التدبير وضعف الاستجابة لتطلعات المواطنين عن حزب «البيجيدي» الذي قاد التجربة الحكومية السابقة، واستمر في ترؤس الحكومة الحالية، ويتولى تدبير عدد من الجماعات في المدن الكبرى. وأكد أفتاتي أن حزب العدالة والتنمية هو الوحيد في المشهد الحزبي الذي لم يدخل في عملية الفساد. وقال إن الآخرين ينتمون إلى شبكة مصالح، هم في الظاهر يمكن أن يختلفوا، لكنهم في العمق متفقون. والمثير في هذه التصريحات، أن أفتاتي قال إن البعض من هؤلاء اشترى أحزابا على الصعيد الوطني أو على صعيد بعض الجهات أو الأقاليم أو الجماعات كما لو أنهم اشتروا أصلا تجاريا. وأضاف أن هؤلاء يقدمون خدمات لبعضهم البعض ويحاولون تصوير أنفسهم على أنهم يمكن أن يشوشوا على حزب العدالة والتنمية. وفي مقابل هذه الاتهامات الخطيرة، أشاد أفتاتي بـ«نقاء» أعضاء حزب «المصباح»، وأكد أن هذا الحزب الذي ينتمي إليه جاء ليساهم في إصلاح الوضع، شاء من شاء وكره من كره، حسب تعبير أفتاتي.