شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعمدن

أغنام وإبل الرحل تقتحم مزارع اشتوكة أيت باها

مخاوف من ضياع محاصيل أشجار الأركان واللوز واستنزاف الآبار

اشتوكة – أيت باها: محمد سليماني

تعيش مجموعة من المناطق بإقليم اشتوكة أيت باها هذه الأيام، حالة احتقان كبير، بعد إقدام مجموعة من الرعاة الرحل القادمين من الأقاليم الجنوبية للمملكة على نصب خيامهم وسط محاصيل السكان، واستقدام الآلاف من رؤوس الأغنام والإبل، وتركها ترعى في مجالات فلاحية خاصة بالسكان.

واستنادا إلى المعطيات، فقد عاش سكان منطقة «آيت والياض» بإقليم اشتوكة أيت باها هذه الأيام حالة هلع وخوف غير مسبوقين، بسبب هجومات الرعاة الرحل على أملاكهم، الأمر الذي يهدد السلم الاجتماعي بالمنطقة، وينذر باندلاع مواجهات عنيفة في أي لحظة، بسبب حالة الاحتقان، خصوصا وأن قدوم هؤلاء الرحل بأغنامهم وإبلهم إلى المنطقة تزامن مع فترة إغلاق الرعي في المجالات الغابوية للمنطقة، خلال شهر ماي من كل سنة، إلى حين جني محاصيل أشجار الأركان واللوز، حسب تقاليد الأهالي. ورغم أن سكان هذه المناطق حاولوا دفع السلطات المحلية والإقليمية إلى التدخل العاجل، وإنقاذ محاصيل السكان الفلاحية، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، حيث ما زال على الوضع على ما هو عليه.

وبحسب المعطيات، فقد عادت من جديد فوضى الترحال الرعوي أخيرا لتطفو على السطح من جديد بالمنطقة، وسط تجاهل وغياب للسلطات المحلية، ذلك أن هذا الرعي الجائر أضحى محط إزعاج وقلق للسكان، بعد الاستغلال الفاحش للأملاك الخاصة، وتخريب قنوات المياه الصالحة للشرب في بعض المناطق، وكذا قنوات المياه الموجهة للسقي، إضافة إلى تخريب عدد من المشاريع الممولة من طرف الجمعيات التنموية وكذا وزارة الفلاحة. كما عاشت مناطق عديدة بإقليم اشتوكة أيت باها على وقع مواجهات عنيفة بين الفينة والأخرى، ما بين السكان المحليين والرعاة الرحل.

وما زاد من معاناة سكان المناطق الجبلية بسوس- ماسة، هو أن مناطقهم أضحت تعرف حالة هشاشة كبرى، بفعل الجفاف وتراجع النشاط الفلاحي، الأمر الذي يفرض تدخلا عاجلا، واتخاذ تدابير وإجراءات مناسبة لوضع حد للتجاوزات المسجلة في حق السكان القرويين، عبر تفعيل القانون 13. 113، المتعلق بالترحال وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية، لضبط الظاهرة وتشجيع السكان المحليين على الاستقرار والاستثمار في مجالاتهم. كما سبق أن وجه نائب برلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية، قبل أشهر، بخصوص الهجومات والاعتداءات المتكررة للرعاة الرحل على سكان مناطق سوس. واستفسر البرلماني التجمعي في سؤاله وزير الداخلية، عن الإجراءات العاجلة المزمع اتخاذها للحد من الأضرار التي يخلفها الرعاة الرحل، سيما وأن بعضهم واصل مسلسل التمادي في الهجوم والاعتداء على حقوق سكان العديد من الدواوير، الشيء الذي دفع سكان مناطق سوس وجمعيات المجتمع المدني إلى تنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية، قصد التنديد بهذه الاعتداءات والتصرفات، التي باتت تصل أحيانا إلى استفزازات تهدد أمن الساكنة وممتلكاتها، وكذا إعادة إثارة انتباه السلطات المحلية، لوضع حد لهذه الاعتداءات المقلقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى