شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

أغرب مباراة «كلاسيكو» في تاريخ الكرة المغربية انتهت بوفاة رئيس الوداد البيضاوي

أبو بكر اجضاهيم (رئيس الوداد الرياضي سابقا)

لماذا كان الوداد يستعين بخدمات لاعبين من خارج النادي؟

مقالات ذات صلة

لابد من الإشارة إلى أن برشلونة كان طلب خدمات ثلاثي الوداد المرعب، الشتوكي وعبد السلام ثم جوماد، في الخمسينات، لكنهم فضلوا الوداد. أما تعزيز صفوف الوداد بعناصر أخرى فهذا أمر كان معمولا به، حيث انضم للوداد بيتشو، ووجود لاعب رجاوي كان كفيلا باستقطاب الجمهور الرجاوي، ومن المحمدية انضم فرس الذي كان أبرز لاعب في تلك الفترة وسبق للبارصا أن حاول التعاقد معه.

لكن الوداد انهزم بثلاثية أمام نادي برشلونة..

قبل أن يواجه الوداد، لم يسجل برشلونة أي هزيمة في الأشهر التي سبقت المواجهة، صحيح انهزم الوداد بحصة ثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، لكن فريقنا قدم أداء ممتعا أمام جمهور غفير ملأ مدرجات الملعب الشرفي. لا تنس أن برشلونة سبق أن قام بزيارة للجزائر في منتصف الثلاثينات حيث لعب خمس مباريات فاز فيها بحصص عريضة في كل من الجزائر العاصمة، ووهران ومستغانم.  وفي سنة 1952، عاد البارصا إلى شمال إفريقيا للعب مباراة في الدوري الإسباني، ضد أتلتيكو تطوان، نادي تطوان الرياضي، الذي كان ينافس في بطولة إسبانيا كون مدينة تطوان في شمال المغرب كانت مستعمرة إسبانية في ذلك الوقت، وفاز بخمسة أهداف مقابل هدفين. أما آخر مواجهة له في المغرب فكانت ضد الرجاء البيضاوي وفاز الفريق الإسباني بثمانية أهداف دون رد.

هل مات رئيس الوداد، الحسن الجندي، بسبب خسارة الفريق إحدى المباريات؟

لا أذكر الشهر لكني أذكر السنة وتحديدا سنة 1967، حيث شهد الملعب الشرفي بالدار البيضاء أطول مباراة في تاريخ المنافسات الكروية المغربية، جمعت الوداد البيضاوي بالجيش الملكي، برسم نصف نهاية كأس العرش. لم يكن أحد يتوقع أن تحطم المباراة رقما قياسيا غير مسبوق في مدتها الزمنية التي امتدت ثلاث ساعات وأدارها الحكم بلفقيه رحمه الله، ولم يكن أي أحد من الوداديين والعسكريين، أيضا، يعتقد بأن المباراة ستحطم قلب الحسن الجندي، رئيس الوداد البيضاوي، الذي داهمته سكتة قلبية بعد أن انهزمنا بضربات الترجيح التي دامت 45 دقيقة.

كيف؟

لقد تجاوزت المباراة، على غير العادة، حدودها الزمنية، فقد كان التعادل قدرا جاثما على المواجهة الاستثنائية. سدد لاعبو الوداد خمس ضربات جزاء ورد عليهم العسكريون بالمثل، وساد التعادل في الجولة الثانية من الضربات الترجيحية، وفي السلسلة الثالثة سجل كل فريق ثلاثة أهداف، قبل أن يقرر الحكم دعوة اللاعبين إلى تسديد ضربة جزاء لكل فريق، سدد لاعب الجيش العماري فأهدر فرصة الفوز، حينها عمت هيستيريا الفرح مدرجات الملعب أو بتعبير آخر ما تبقى من متفرجين لهم القدرة على تحمل فرجة دامت ثلاث ساعات. توجه العماري إلى مستودع الملابس حيث استحم زملاؤه في النادي بعد أن آمنوا بقضاء وقدر المباراة، لكن لاعب الوداد الهجامي ضيع ضربة الجزاء الحاسمة وأعاد الأمور إلى نقطة الصفر، حينها تمت دعوة لاعب الجيش باموس، وكان يرتدي ملابسه العادية، فاستبدلها على وجه السرعة ودخل إلى أرضية الملعب من أجل تنفيذ ضربة أخرى في سلسلة مملة، سجل باموس فانهار كل شيء. كان من المنتظر أن يسدد الصحراوي ضربة  الجزاء الأخيرة للوداد، لكن الهجامي أصر على تحمل هذه المسؤولية التاريخية التي عصفت بآمال الجماهير الودادية وبرئيسها الحسن الجندي.

هل مات الرئيس في الملعب؟

في الدقائق الأخيرة شعر رئيس الفريق الحسن الجندي بالاختناق، وكان يحاول التخلص من ضغط المباراة القاتلة بين خصمين من العيار الثقيل، إذ شوهد وهو يسير بخطوات غير متزنة في جنبات الملعب، وعلى ملامحه علامات القلق من شدة ضغط المواجهة الحارقة بسبب الندية التي كانت تميز الكلاسيكو الرباطي- البيضاوي. لكنه لم يسقط فوق أرضية الملعب، بل عاد إلى بيته سريعا ليتم نقله، بعد أن ازداد الوضع سوءا، إلى المستشفى من طرف أسرته.

من أشعرك؟

لقد توصلت بمكالمة هاتفية من إسماعيل الخطابي على الساعة الخامسة صباحا، قال لي إن الجندي بين الحياة والموت، فانتقلت على الفور إلى المستشفى لأكتشف أن الروح انتقلت إلى الباري عز وجل، بسكتة قلبية بعد ساعات من نهاية المباراة، علما أن معالم الاختناق ابتدأت أثناء تجاوز المباراة لحاجز الوقت القانوني والأشواط الإضافية. شيعنا الجثمان في مقبرة الشهداء في موكب حضره جمهور غفير من محبي الوداد. عرف عن الجندي حبه القاتل للوداد، وكان من تجار مدينة الدار البيضاء في مجال النسيج، وهو شقيق المدير العام للجمارك في تلك الحقبة الزمنية. بعد أن رحل الرئيس إلى دار البقاء، عقد المكتب المسير للوداد جمعا استثنائيا انتخب على إثره أحمد حريزي رئيسا للفريق، وهو الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد الفقيد، فقاد مركب الوداد من سنة 1967 إلى 1971، ليسلم المشعل إلى عبد الرزاق لحلو الذي كان مقربا من الملك الحسن الثاني.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى