شوف تشوف

الرئيسيةمجتمعمدن

أعداد هائلة من الجرذان تحتل أزقة المدينة القديمة بالرباط

رغم تخصيص العمدة صديقي 200 مليون سنتيم لمحاربتها

النعمان اليعلاوي

اكتسحت جحافل من الجرذان كبيرة الحجم أزقة وشوارع المدينة العتيقة للرباط. وأظهر شريط فيديو التقطه أحد التجار داخل المدينة ليلا، جيوشا من الجرذان تتجول بأريحية في منطقة بوقرون المحاذية للسوق «التحتي»، الذي توجد به عشرات المحلات التجارية، والذي خضع، خلال السنوات الأخيرة، لإعادة التأهيل. وتظهر في الشريط أعداد كبيرة من الجرذان تجول في المنطقة، متخذة من قنوات الصرف الصحي، بالإضافة إلى أرض خلاء تملؤها الأزبال بمخلفات البناء، مأوى لها، فيما تقتات على بقايا الطعام المكومة في جنبات الأزقة.
وفي هذا السياق، قال سعيد كنتي، المستشار البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة بمقاطعة حسان، وأحد أبناء حي بوقرون في المدينة العتيقة، إن «الحالة التي وصلت إليها المدينة العتيقة بالرباط كارثية بجميع المقاييس»، مضيفا، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، أن «منطقة بوقرون كانت توصف بكونها أرقى منطقة في المدينة العتيقة، حيث كانت تضم محلات لبيع الأثواب والحرير ومحلات الذهب والفضة»، وأنها، «خلال السنوات الأخيرة، انتقلت إلى الحضيض بسبب الإهمال المتواصل التي تواجه به جماعة الرباط المدينة العتيقة وهذه المنطقة على الخصوص»، حسب المتحدث، الذي أكد أن «الساكنة أعيتها الشكايات التي وجهتها بالعشرات إلى رئيسة مقاطعة حسان التي يدخل الحي في ترابها والمصالح المعنية بجماعة الرباط، لكن دون جدوى». وأشار كنتي إلى ما قال إنها «اختلالات بالجملة خلفتها الشركة التي كانت مكلفة بمشاريع تهيئة المدينة القديمة، وهي الاختلالات التي دفعت الولاية إلى توقيف الأشغال»، مضيفا أن «هناك مشاكل في ما يخص الصرف الصحي وتأهيل أزقة المدينة العتيقة، بالإضافة إلى مشاكل النظافة، وهي المسببات الأولى لظهور الجرذان والكلاب الضالة التي تؤرق بال الساكنة والتجار على السواء»، مشددا على أن «الضرر الذي تخلفه هذه الحيوانات على البيئة والساكنة والتجار كبير جدا، على اعتبار أن العديد من المواطنين الذين ألفوا التبضع من محلات بوقرون، بدؤوا ينفرون منها بسبب مشكل النظافة، وهو الأمر الذي بدأ يهدد تجار المنطقة بالكساد».
وأشار المتحدث إلى أن المسؤولية تقع على عاتق المصالح الصحية التابعة لجماعة الرباط، والتي تتصرف في ميزانية سنوية تفوق 200 مليون سنتيم، وهي الميزانية المخصصة لمحاربة القوارض والكلاب الضالة في المدينة، مبينا أن «رئاسة اللجنة المكلفة بتتبع تهيئة المدينة العتيقة داخل مقاطعة حسان، وهي اللجنة التي لم تقدم منذ إنشائها أي تقارير خلال دورات المقاطعة، تعود لسمية بنكيران، نجلة الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران»، يضيف المتحدث، مبرزا أن «المقاطعة التي كانت تسير بـ500 مليون سنتيم، لم تكن تعرف مثل هذه الظواهر، عكس اليوم الذي ارتفعت ميزانيتها السنوية إلى ملياري سنتيم، دون جدوى».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى