محمد سليماني
تحولت ساحتان عموميتان يتخذهما سكان مدينة طانطان متنفسا هربا من الحرارة والجو القائظ، مساء كل يوم، إلى مرتع خاص لعدد من المراهقين والجانحين.
وبحسب مصادر متطابقة، فقد أضحت ساحتا بئر أنزران والنهضة فضاء لسباق الدراجات النارية، والقيام ببعض الألعاب والحركات البهلوانية بهذه الدراجات، وسط الساحتين المعدتين خصيصا لاستراحة السكان خارج المنازل مساء، لكن وجود فئة من الجانحين بأعداد كبيرة، وهم يسوقون دراجات نارية صينية الصنع بسرعة جنونية، وسط الساحتين، وإصدار أصوات مزعجة بواسطة مداخن هذه الدراجات، أصبح يبث الرعب في صفوف الموجودين بالمكان، خصوصا النساء اللواتي يقمن مساء كل يوم بإخراج أطفالهن الصغار للعب في هاتين الساحتين.
وبحسب المعطيات، فإن بعض النساء أصبحن يفضلن البقاء في منازلهن على الخروج، وذلك خوفا على فلذات أكبادهن، من تصرفات فئة طائشة لا تتورع عن التحرك في الساحتين بطريقة هستيرية، لإرعاب النساء وكل من يوجد في عين المكان.
وكشف مصدر مطلع أن بعض الجانحين يفضلون التحرك في هاتين الساحتين، خوفا من ملاحقة دوريات الشرطة الخاصة بالسير والجولان، سيما وأن أغلبهم لا يتوفر على شهادة تأمين خاصة بهذه الدراجات، إضافة إلى استعمالهم أضواء إضافية ممنوعة، لكونها تعيق الرؤية وتحجبها بالنسبة لمستعملي الطريق. ومن جهة أخرى، يضيف المصدر نفسه أن هؤلاء الشبان يتحركون بحركات بهلوانية، من أجل لفت انتباه الفتيات الموجودات بالساحة.
ويزداد الأمر سوءا عندما تتحرك جحافل هذه الدراجات النارية على شكل قوافل وسط الأحياء المأهولة، ذلك أن أصحابها يتعمدون إزعاج السكان في منازلهم، خصوصا في أوقات القيلولة أو في أوقات متأخرة من الليل، كما أنهم يسببون ضجيجا وأزيزا مرعبا، يدفع كل من يوجد نهارا بهذه المحاور الطرقية لحظة عبور هؤلاء إلى الهروب للاحتماء ببعض الأبواب المنزلية أو المستودعات، خوفا على حياته من هؤلاء الذين يجرفون كل من يجدونه في طريقهم.
من جهة أخرى، فإن بعض اللصوص يستخدمون هذه الدراجات في عمليات السرقة والنشل، حيث إن كل دراجة يمتطيها شابان، ثم ينطلقان في التنقل ما بين الأزقة، حتى يرمقان امرأة أو سيدة أو حتى رجلا يقطع زقاقا شبه فارغ، فيقومون بمحاصرته، ويسلبان منه كل ما يملك، ثم يواصلان سيرهما. وقبل أسابيع فقط قام لصان يمتطيان دراجة نارية باعتراض سبيل رجل شرطة وزوجته، بالزنقة 6 بالحي الجديد وسط طانطان، واعتديا عليهما وسلباهما كل ما كان بحوزتهما.
ورغم أن طريقة سياقة هؤلاء المتهورين لهذه الدراجات قد تسبب للكثيرين منهم عاهات مستديمة، كما أنها قد أودت بحياة بعضهم، إلا أنهم لا يتوانون في القيام بالحركات البهلوانية نفسها والتحرك بطريقة جنونية بشكل مستمر، غير آبهين بخطورة ذلك.