شوف تشوف

الرأيالرئيسية

أشم رائحة مؤامرة

أشم رائحة مؤامرة في مستودع ملابس الرجاء الرياضي، أشم رائحة مكيدة في القلعة الخضراء، هذا ليس تقليلا أو استصغارا من نادي الفتح الرياضي الذي جلد الرجاء في ليلة رمضانية بثلاثية.

مقالات ذات صلة

حين تبخرت وعود رئيس الرجاء وأصبح لكل لاعب «كناش» ديون، قلنا إن الغضب الساطع آت، لكن لا أحد منا كان يعلم توقيت وزمان تنفيذ المخطط.

حين تأخرت مستحقات لاعبي الرجاء، ارتدى الرئيس هندام رمضان وتسلح بما تيسر من أدعية، ونظم على شرف اللاعبين الغاضبين حفل إفطار، قاطع اللاعبون الحفل وقالوا لمبعوثه الخاص:

«نريد مستحقاتنا أما الحريرة والشباكية فمتاحة في بيوتنا». تلك كانت مؤشرا لعصيان يلوح في الأفق.

شكل اللاعبون جبهة رفض فقاطعوا الرئيس، وحين شعر بانتهاء رصيده من الوعود، ولم تنفعه حملات التضامن اختفى عن الأنظار كالفأر المذعور، وسرح الصحاف ووضع صفحاته التواصلية تحت الصيانة. كان الرجل يعول على مباراة الأهلي لملء الخزينة والرد على الملتمسات الحزينة، كان يظن أن خبرته في تدبير مطرح وتنظيف زقاق من الفضلات، تكفي لجلب البطولات المجيدة.

كتب اللاعب الجزائري يسري بوزوق، صانع «ألعاب» الرجاء، على منصته التواصلية: «يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود»، لا أحد انتبه لهذه الرسالة.

وحين تلقت مرمى الرجاء الهدف الأول طالب الحارس الزنيتي باستبداله مبكرا بحارس آخر، فقال الراسخون في علم الكرة إن العميد يعلن تمرده كما كان يعلنه في مباريات سابقة كلما تأخر التحويل المالي.

في الندوة الصحافية التي أعقبت الهزيمة، قال المدرب التونسي مندر لكبير: «فوجئت بأداء اللاعبين هذا فريق آخر». تذكر الرجاويون تصريحا مماثلا لفوزي البنزرتي حين تم تفويت مباراة بمخطط من الرئيس ومن كان يدور في فلكه.

كل هذه المؤشرات تؤكد أن هناك غيمة قلق تحلق فوق رؤوس الرجاويين، تشتم رائحته كمؤامرة لا ندري هل ستمر مرور اللئام أم تطيح بكيان؟ أم آن الأوان لاجتثاث كائنات لا فرق بينها وبين البلياردو، تعمل وقف منطق «ميزي يخرجو لكواري». 

الوعد الوحيد الذي تحقق في عهد الرئيس البدراوي، هو البلبلة، لقد قال في أعقاب أول جمع عام: «غادي نبلبلها»، ومع مرور الأيام تبين أن الرجل يفي بالوعود وأن الرجاء «تبلبلات» فعلا.

يملك البدراوي قدرة فائقة على تغيير ذبذبات الغضب الساطع، فحين تطوقه الديون يهدد بالاستقالة من أجهزة الكرة، وحين يقسو حكم على الفريق يطالب باستيراد رؤوس حكام من الخارج، إلى حين تسمين الحكام الحاليين، وحين ينتاب فريقه فشل كروي يعد باستيراد عجول من البرازيل وتحسين نسل الناشئين بعقود.

كان للرجاء رؤساء وقياديون ترتعش عند ذكر أسمائهم الجامعات، لقد تحدث الحسن الثاني في كتابه «ذاكرة ملك» عن كاريزما كريم حجاج رئيس الرجاء، وأشاد بالمعطي بوعبيد وعبد اللطيف السملالي وعبد العزيز لمسيوي وكبير النقابيين المحجوب بن الصديق، قبل أن ينتهي القدر بالخضراء رهينة في أيادي الانتهازيين والوصوليين.

لكن للأمانة فإن فئة واسعة من الجمهور ساهمت في صعود نجم البدراوي، جعلت منه أسطورة هتفت باسمه وضعت صورته على صفحاتها التواصلية، وباركت تدويناته التافهة بأصابع الإعجاب.

أيها المتآمرون، الحياة من دونكم لا طعم لها ولا رائحة، لقد اكتسبتم ما يكفي من تجارب لتحويل فرحة الجماهير إلى نكبات، أنتم ملح الكرة والكرة ملح حياتكم، ستحاسبون يوما أمام محكمة التاريخ.

أثناء حواري أول أمس مع طيار قضى ربع قرن في سجون البوليساريو، أبدى الرجل حزنا دفينا من محصوله بعد التقاعد، قال: «أتقاضى أجرا لا يتجاوز أربعة آلاف درهم أنا الذي كنت يوما حارس الوطن، بينما يتقاضى حارس المرمى في بلدي أربعين ألف درهم».

حسن البصري

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تطرق الصحفي حسن البصري لفريق الوداد وولرئيسه البدراوي. تمنيت ووجود قناة تواصليه معه حتى أشرح له بالتفصيل ما تطرقت في تعليقي هذا الذي كتبته بعد اطلاعي على مقال تطرق لهزيمة مولودية وجدة يوم السبت الماضي أمام نفس الفريق البيضاوي ب 1 ل 0. ها نص تعليقي: الملاحظ أن مولودية وجدة إنهزمت بعد مرور 40 يوم ولو هزيمة واحدة. تعادلت مع شباب المحمدية في 21 فبراير وانتصرت بعد ذلك اليوم في 3 مباراة متتالية ضد فرق أكادير والرباط والسوالم. انهزمت بإصابة واحدة لصفر أمام فريق الوداد الذي يتوفر على إمكانيات كبيرة وخصوصا الدعم المالي من طرف صاحب شركة Ozone تطرقت الصحافة لنهاية الأسبوع الماضي (يوم الجمعة 7 أبريل 2023) لإختلالات في تدبير الصفقات العمومية… نشرت جريدة مقال صحفي تحت عنوان: لجنة تفتيش رصدت اختلالات خطيرة في صفقة “أزون” وتضارب المصالح مع صاحبها ..
    أتساءل: لماذا لا يبادر رئيس فريق مولودية وجدة بعقد إجتماع طارئ مع باقي الأعضاء بحضور محام يعلن فيه رغبته في تدارس تأثير المال على عقول اللاعبين يحفزهم لدخول الملاعب بمعنويات عالية قد تفوق إستعمال المنشطات المحضورة.
    ملاحظة واحدة لختم هذا التعليق: لو كان اللاعب السنغالي بول فالير باسين حاضر في المقابلة لما استطاع الوداد الرياضي الخروج من المبارة ب 3 نقاط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى