خالد الجزولي
تشد بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة، غدا الأحد الرحال صوب العاصمة الأوزبكية طشقند، للمشاركة في نهائيات كأس العالم المقرر إقامتها في الفترة الممتدة ما بين 14 شتنبر و6 أكتوبر المقبلين، في حضور هو الرابع تواليا، بعد نسخ “تايلند 2012″، “كولومبيا 2016″ و”ليتوانيا 2020”.
وأنهى المنتخب الوطني، برنامجه الإعدادي بالمركب الرياضي محمد السادس بالمعمورة، بعد أن اجتمع بفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث طالبهم بتشريف كرة القدم المغربية في العرس الكروي العالمي، وتقديم مستويات تليق بسمعة “الأسود”، في ظل توفرهم على مجموعة متميزة بإمكانها تقديم الأفضل لاسيما أمام النتائج التي حققها “الأسود” خلال السنوات الأخيرة سواء على المستوى الإفريقي والعربي.
وتعول الجماهير المغربية، قياسا على النتائج المتميزة، التي يحققها “أسود” القاعة وارتقائهم إلى المركز السادس عالميا في الإصدار الأخير للاتحاد الدولي “الفيفا”، للذهاب إلى أبعد نقطة في “المونديال”، ومواصلة التحليق بالمنتوج الكروي عالميا، بعد إنجاز “مونديال” قطر لكرة القدم باحتلال المنتخب الأول للمركز الرابع وبرونزية أولمبياد فرنسا الأخيرة، رفقة المنتخب الوطنية لأقل من 23 عاما.
تحضيرات بالعلامة الكاملة..
عقب تتويج المنتخب الوطني لـ “الفوتسال” بلقب “الكان” الثالثة على التوالي، شهر أبريل الماضي بالعاصمة الرباط، واكتساحه جوائز المسابقة الإفريقية، بعد فوز سفيان شعراوي بجائزة هداف البطولة، وبلال بقالي بأفضل لاعب، وعبد الكريم أنبية بجائزة أفضل حارس، منح هشام الدكيك الناخب الوطني، فترة راحة لـ “الأسود”، قبل الشروع في التحضير لـ “المونديال”، ووضع برنامج مباريات ودية، بلغ عددها 11 ما بين شهري يونيو الماضي وغشت الجاري، جمعت المجموعة الوطنية بمدارس كروية مختلفة، تتماشى مع مستوى وأداء المنتخبات المنافسة للعناصر الوطنية ضمن المجموعة الخامسة، التي تضم طاجكستان، بنما والبرتغال.
وأقيمت كل المباريات الودية بالمركب الرياضي محمد السادس بالمعمورة، في ظل توفره على كل التجهيزات والمرافق الرياضي اللازمة، حيث فاز مرتين على منتخب أفغانستان بواقع 5/2 و4/1، ثم أطاح بمنتخب البوسنة في وديتين بـ 3/1 و8/2 وذلك ما بين الأسبوع الثاني والرابع من شهر يونيو الماضي، ثم هزم منتخب بولندا في مناسبتين 4/3 و3/1 مطلع الشهر الجاري، قبل أن يتعثر ضد إسبانيا في الودية الأولى بواقع 4/2، إلا أنه سرعان ما تدارك الأمر وانتصر على “لاروخا” بـ 4/1، ثم أضاف منتخب فنزويلا إلى قائمة ضحاياه بـ 4/3، واكتسح شباك منتخب هولندا بـ 5 أهداف نظيفة، على أن يختتم مسلسل الوديات بالمغرب، بمنازلة منتخب فنزويلا، اليوم السبت في ودية هي الثانية من نوعها خلال الشهر الجاري.
الغيابات الاضطرارية والإصابات.. ألذ خصوم الدكيك
انطلقت رحلة المنتخب الوطني إلى أوزبكستان، بصفوف مكتملة، بعدما استعادت المجموعة اللاعبين سفيان الشعراوي، الغائب عن ودية فنزويلا بسبب وعكة صحية، وإدريس الرايس الفني، الذي غاب عن ودية هولندا، وانتاب الجميع القلق، إلا أنه سرعان ما انضما معا إلى الفريق، وشاركا في رحلة الاستجمام، التي رخص لها المدرب الدكيك على ضفاف نهر أبي رقراق، أول أمس الخميس من أجل استرجاع الأنفاس، بعد قضاء قرابة ثلاثة أشهر من الاستعداد لـ “المونديال” المقبل.
وسيحل “أسود” القاعة بمقر إقامتهم بأوزبكستان، بغيابين وازنين، حيث اضطر الناخب الوطني، إلى إسقاطهما مكرها من اللائحة النهائية، وذلك بداعي الإصابة، ويتعلق الأمر بالثنائي محمد جواد وبلال البقالي، اللذين خضعا لعملية جراحية، في انتظار أن يتماثلا للشفاء، والانضمام من جديد إلى المجموعة، تحسبا للاستحقاقات المقبلة.
وأعد المدرب الدكيك، برنامج آخر محطة إعدادية قبل خوض غمار العرس الرياضي العالمي، تتخلله مباراتان وديتان، إذ سيواجه فريقا محليا يوم 5 من الشهر المقبل، على أن يختتم استعداداته بمواجهة المنتخب الليبي يوم 9 منه، وذلك لوضع آخر اللمسات والترتيبات على نهجه التقني والتكتيكي مع ترقب الحالة الصحية للاعبين، لاسيما وأن الدكيك يخشى إكراه الإصابات، خلال فترة التحضير لـ “المونديال”، مع التشديد على تفادي الالتحامات والاندفاع القوي، وتجنب الإصابات، التي قد تبعثر أوراقه في “المونديال”.
“مونديال” أوزبكستان بطموحات مغايرة..
يخطط المدرب الدكيك، بتنسيق مع مسؤولي الجامعة الملكية لكرة القدم، خلال المشاركة الرابعة للمنتخب الوطني لـ “الفوتسال” ضمن منافسات “المونديال”، لتجاوز ما تم تحقيقه في المشاركات الثلاث الماضية، حيث قارع في نسخة 2012 ثلاثة منتخبات قوية (بنما، إسبانيا وإيران) وغادر البطولة في دوري المجموعات، ثم غادر الدور ذاته في المركز الرابع من نسخة 2016، ضمن مجموعة قوية وصعبة، اشتملت على كل من إسبانيا، إيران وأذربيجان، قبل أن يحقق إنجازا تاريخيا في دورة 2021، كأول منتخب عربي وإفريقي يصل دور ربع النهائي في بطولة كأس العالم داخل الصالات.
ويراهن المنتخب الوطني في “مونديال” أوزبكستان على قوة مجموعته، بعدما اختير “الأسود” وفق موقع “فوتسال بلانيت” المختص في كرة القدم داخل القاعة العالمية، كأحسن منتخب في العالم في سنة 2023، بعد المستوى الكبير الذي ظهر به في السنوات الماضية، عقب الفوز بثلاثة ألقاب إفريقية، ومثلها في كأس العرب، فضلا عن وصولها لربع نهاية كأس العالم التي أقيمت بليتوانيا.
وفضلا عن ذلك، اختار الموقع ذاته، الناخب الوطني أحسن مدرب في العالم في العام ذاته، بعدما قاد “أسود” القاعة لمجموعة من الألقاب في السنوات الماضية، دولية وقارية وجهوية.
وسبق للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، أن تفاعل مع فوز المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة، على نظيره الاسباني، في المباراة الودية الثانية، والتي انتهت بحصة 4 أهداف مقابل هدف واحد، وذلك من خلال تقرير مفصل عنونه بـ “المغرب تثأر من إسبانيا”.
وجاء في تقرير “الفيفا”، أن المغرب استعاد توازنه أمام إسبانيا بعد الهزيمة في الودية الأولى، التي مني بها بحصة أربعة أهداف مقابل هدفين، ونوه التقرير ذاته، بأداء ومستوى المجموعة الوطنية، من خلال استعراضه أهم مراحل المباراة الإعدادية الثانية، التي جمعت “أسود” القاعة ومنتخب “لاروخا”، مشيدا في الوقت ذاته، بتألق الدولي المغربي سفيان الشعراوي بتمريراته الحاسمة.
الدكيك ومشروع الاستمرارية وإعداد الخلف..
سجلت لائحة المنتخب الوطني النهائية، المرشحة لخوض غمار “مونديال” أوزبكستان، مجموعة من التغييرات، بداعي الإصابة، أجبرت المدرب هشام الدكيك، على سد الخصاص، بعناصر شابة تمارس رفقة المنتخب الوطني الرديف، أبرزهم محمد بولوح زيراري (ذو 19 ربيعا) والمحترف بنادي بيزاريو الإيطالي، حيث خاض عددا من المعسكرات الإعدادية لأقل من 23 عاما رفقة المنتخب الوطني، وتألق بشكل ملفت في العديد من المباريات الودية، ما ساهم في كسب ثقة المدرب الدكيك، الذي منحه شرف الانضمام إلى المنتخب الأول المشارك في نهائيات كأس العالم.
وتعد خطوة الناخب الوطني، حافزا معنويا أمام العناصر الشابة، سواء تلك التي تمارس محليا أو خارج المغرب، لبذل مجهود مضاعف، بهدف حمل قميص المنتخب الوطني في التظاهرات العالمية، بعدما التحق بخانة المنتخبات الستة الأولى عالميا، فضلا عن متابعته الدقيقة لكل الفئات الصغرى للمنتخبات الوطنية، بهدف وضع قاعدة موسعة من الاختيارات، تواصل تكوينها القاعدي، وتعزز صفوف المنتخب الأول.
هذا، ويستهل المنتخب الوطني لـ “الفوتسال”، مشاركته في منافسات كأس العالم التي تحتضنها أوزبكستان بداية من 14 من شهر شتنبر المقبل، بملاقاة منتخب طاجكستان، يوم 16 شتنبر المقبل، عن الجولة الأولى، ثم يواجه منتخب بنما، يوم 19 من الشهر ذاته، في الجولة الثانية، قبل أن يختتم دور المجموعات، بمنازلة منتخب البرتغال يوم 22 منه، بحثا عن بطاقة العبور إلى ربع نهائي البطولة العالمية.