محمد سليماني
تفاجأ عدد كبير من ممتهني رياضة ركوب الأمواج بالنقطة الكليومترية 25 بمدينة الداخلة بوجود كميات كبيرة من الأسماك النافقة، والتي طفت على مياه البحر، فيما انتشرت كميات أخرى منها على مساحات شاسعة من رمال الشاطئ.
وبحسب مصادر محلية، فإنه يجهل إلى حدود الساعة أسباب نفوق هذه الأسماك، كما يجهل كذلك مصدرها، إذ لم يُعرف عنها شيء، إلا بعدما طفت على سطح مياه الشاطئ، وخروج بعضها نحو الرمال بفعل الأمواج والتيارات البحرية نحو الساحل. وفي الوقت الذي يشير البعض بأصابع الاتهام نحو الوحدات السياحية الموجودة بعين المكان، حيث يربطون بين تخلصها من نفاياتها السائلة في البحر وبين نفوق هذه الأسماك، ينفي عدد من مهنيي البحر ذلك، ويستبعدون أي علاقة ما بين هذه الوحدات السياحية والصناعية ونفوق الأسماك، بل يعزون ذلك إلى قيام عدد من مراكب الصيد بالتخلص من بعض الأسماك التي تعلق بشباكهم، والتي يمنع عليهم اصطيادها. وكشفت ذات المصادر، أن أغلب هذه الأسماك النافقة هي من صنف واحد، ما يؤكد فرضية التخلص منها بعد صيدها من إحدى سفن الصيد البحري.
وفي هذا الصدد كشف محمد أعضيض، رئيس الجامعة الوطنية لهيئات مهنيي الصيد الساحلي بالمغرب، في اتصال مع “الأخبار”، أن هذه الأسماك التي تطفو أحيانا فوق سطح المياه، أو تجلبها التيارات البحرية نحو الساحل، تدخل ضمن ما يسمى بالصيد العرضي (rejet en mer)، وهي أسماك يمنع صيدها، ولكن الصيادون يجدونها في شباك مراكبهم، فإذا قاموا بإدخالها إلى أسواق السمك، فإن ذلك يضعهم محل مساءلة، لأنه صيد ممنوع، وإذا قاموا برميه في البحر فإن ذلك مشكل كذلك، لأنه يضر بالبيئة البحرية، لكن مراكب الصيد البحري يتجهون دوما نحو الحل الأسهل وهو رمي هذه الأسماك في البحر. وأضاف أعضيضأن إدخال أسماك يمنع صيدها إلى الموانئ وأسواق السمك، لا يعتبر صيدا عرضيا، بل يعتبره المشرع أسماكا تم استهدافها من قبل المراكب، فيتم تطبيق القانون ضدها. وأبرز المتحدث أن مهنيي الصيد منذ مدة يطالبون بإيجاد حل للأسماك الممنوع صيدها، ولكنها تعلق بالشباك، من خلال السماح بإدخالها إلى الموانئ وأسواق السمك، وتحويلها إلى السلطات المينائية للتصرف فيها دون رميها في البحر، لأن منظمة نفسها”الفاو” أضحت تمنع رمي الأسماك في البحر لما لها من أضرار وخيمة على البيئة البحرية”.
وجدير بالذكر أن وجود أسماك نافقة فوق سطح مياه البحر، يؤدي إلى إضرار كبير بالبيئة البحرية، حيث إنها مع مرور الأيام تتحل هذه الأسماك، وتنبعث منها مادة كيميائية بفعل التفاعلات التي تحدث، الأمر الذي يتسبب في طرد الأسماك الحية من تلك المنطقة التي توجد فيها الأسماك النافقة، إذ لا تصلها الأسماك، إلا بعد مدة طويلة جدا.