تعاني مدينة سلا، منذ سنة 2008، أزمة غير مسبوقة على مستوى المقابر، بعدما استنفدت معظم هذه المقابر طاقتها الاستيعابية وتـم اللجوء إلى حفر الممرات لدفن أموات المدينة بشكل عشوائي في المقبرة الوحيدة المتبقية (مقبرة سيدي بلعباس).
هذه الأزمة، وصلت اليوم ذروتها دون حل قريب في الأفق، رغم تدارس عدد من المشاريع، والإعداد لوعاء عقاري لإحداث مقابر كافية لمدينة سلا، التي تجاوزت ساكنتها المليون نسمة، بمعدل وفيات يفوق 40 حالة يوميا.
مصادر من جماعة سلا، كشفت أنه كان من المقرر إحداث مقبرة جديدة لمدينة سلا قبل تفاقم الأزمة، لكن تم التحفظ على موقعها بالنظر لقربه من المطار ليتم اقتراح إحداثها إما في جماعة عامر أو في احصين وهي الاقتراحات التي ظلت ولسنوات دون تفعيل مما عمق من حدة الأزمة.
في السياق ذاته، ومن ضمن المشاريع المقترحة، حسب المصادر، هناك مشروع تمت مناقشته سنة 2013 لإحداث مقبرة بمنطقة سيدي احميدة على مساحة 12 هكتارا بغلاف مالي يناهز مليار و200 مليون سنتيم، هذا المشروع لم يخرج بدوره للوجود بعد رفض الثمن المقترح للاقتناء.
في المقابل، أشار جواب لوزارة الداخلية إلى أن مجلس جماعة سلا أبرم في إطار البحث عن الوعاء العقاري اللازم لإحداث مقابر جديدة، اتفاقية شراكة مع جماعة السهول من أجل إحداث وتدبير وصيانة مقبرة مشتركة لدفن أموات المسلمين، وحدد الوعاء العقاري في عشرين (20) هكتارا، تقتطع من الملك المسمى «اعبيبو 2» ذي الرسم العقاري عدد 7268/R الكائن بجماعة السهول، إلا أن هذه الاتفاقية لم تخرج إلى حيز الوجود لكون وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية تحفظت على هذا المشروع بسبب وجوده داخل المنطقة الوقائية لحقينة سد سيدي محمد بن عبد الله، على إثر ذلك، أسندت السلطة الإقليمية بسلا للجنة مختلطة التي تضم ممثلين عن الجماعة الترابية لسلا وباقي المصالح الإقليمية المعنية مهمة البحث عن القطع الأرضية اللازمة، حيث رصدت العديد منها، إلا أن مواقعها تارة وسعرها تارة أخرى، حال دون اقتنائها.
وأوضح وزير الداخلية أنه «حرصا من السلطة الإقليمية المذكورة لحل مشكل استنفاد الطاقة الاستيعابية للمقابر بمدينة سلا عقد اجتماع مع رؤساء الجماعات والمندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية ومديرة الوكالة الحضرية للرباط وسلا، حيث تم خلاله تخصيص عقار بمساحة تقدر بـ 80 هكتارا، في إطار مخطط التهيئة العمرانية لجماعة عامر وذلك بغرض إحداث مقبرة جماعية تستجيب لحاجيات الدفن».
النعمان اليعلاوي
