أزمة صامتة بـ«البام» بسبب تداعيات تركة العماري
حسن الخضراوي
علمت «الأخبار»، من مصادر داخل حزب الأصالة والمعاصرة، أن علاقة القيادات تعيش فتورا غير مسبوق وتمر بأزمة صامتة، وذلك بسبب تداعيات مرحلة تسيير إلياس العماري وتغلغل وتحكم ما يسمى «تيار ريافة» في مفاصل الهيئات بطرق ملتوية بالشمال، فضلا عن توجسهم من أية مبادرة للتغيير ومحاولة الاستمرار في الإمساك بزمام الأمور، تفاديا لأية مفاجآت بخصوص إعادة الهيكلة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن القيادي عبد اللطيف وهبي وعضو المكتب السياسي، وكذا فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني وقياديين آخرين، كانوا ينتظرون تنزيل قرارات مهمة من طرف عبد الحكيم بنشماش، الأمين العام، تهم بالأساس تغيير طريقة التسيير الحزبي وفتح المجال أمام الكفاءات والطاقات، ومراجعة شاملة لمرحلة تدبير إلياس العماري والمقربين منه، لكن ظهر، من خلال العديد من المؤشرات، أن تيار العماري مازال يتحكم في كواليس العديد من الأمور ويؤثر بطرق غير مباشرة على جوهر القرارات المتخذة.
وحسب المصادر ذاتها، فإن حرب الكولسة وفوضى القرارات ومؤشرات الاحتقان الداخلي مازالت مستمرة داخل هيئات حزب الأصالة والمعاصرة بالشمال، حيث وجد بنشماش نفسه في دوامة من التطاحنات وتصفية الحسابات الشخصية التي يصعب الخروج منها، سيما وأن قياديين ينسقون مع المتمردين بطرق ملتوية، ناهيك عن توجه أعضاء بتطوان للمحكمة الإدارية بالرباط قصد تسجيل الطعن في القرارات المتخذة في حقهم بالطرد وتجميد العضوية.
وذكر مصدر مطلع أن ما يسمى «تيار ريافة» مازال مستمرا في تحكمه في مفاصل «البام» بالشمال، فضلا عن سيطرة تيار العربي المحرشي بإقليم وزان، في انتظار تحديد تواريخ لانعقاد المؤتمرات المحلية والإقليمية، وما سيترتب عنها من نتائج ومدى احترام الديمقراطية وشفافية ونزاهة عمليات التصويت.
وأضاف المصدر نفسه، أن حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ورغم صعوبة المرحلة وتعقيداتها، مازال يجاهد من أجل إيجاد مخارج وحلول واقعية لبعض المشاكل الداخلية التي يتخبط فيها الحزب، ناهيك عن محاولاته التخلص من تبعات مرحلة تسيير العماري وتغلغل الولاءات الشخصية والكولسة، مقابل تمييع كل ما هو ديمقراطي أو المبادرات المتعلقة ببناء حزب مؤسساتي.