شوف تشوف

الرئيسيةمجتمع

أزمة الماء بقرى الشمال تنذر بارتفاع مهول للهجرة القروية

اجتماعات لتسريع تنزيل مشاريع ومطالب بوقف مشاكل الاستنزاف والتبذير

حسن الخضراوي

أصبحت أزمة ندرة المياه الصالحة للشرب وكذا سقي الأراضي الفلاحية بمناطق قروية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة تنذر بارتفاع مهول للهجرة القروية، واضطرار العديد من الأسر للانتقال من مناطق نائية في اتجاه مدن طنجة والعرائش وشفشاون وتطوان، وذلك بحثا عن فرص عمل لتغطية المصاريف الضرورية، سيما في ظل ارتفاع نسبة البطالة بالجماعات القروية نتيجة استفحال القطاعات غير المهيكلة وتبعات الجائحة على الاقتصاد المحلي الهش.

وحسب مصادر، فإن العديد من الأسر بأقاليم شفشاون ووزان والعرائش ظلت تنتقل من القرى للاستقرار بالمدن طيلة السنوات الماضية، لأسباب متعددة، منها محاولة تحسين ظروف العيش والتمكن من العثور على عمل أو نجاح مشاريع بالمدار الحضري، لكن خلال السنة الجارية، وبالتزامن مع أزمة الماء وتبعات كوفيد 19، هناك توقعات بارتفاع نسبة الهجرة القروية بشكل كبير، وسط تحذير حقوقيين ومهتمين بالشأن العام من عواقب ذلك في المستقبل القريب.

واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن العديد من الأصوات طالبت الجهات الحكومية المسؤولة بتسريع تنزيل تقنين زراعة القنب الهندي من أجل وقف عشوائية استنزاف المياه الجوفية والقطع مع مظاهر الاستغلال الفوضوي لمياه الأنهار والينابيع وكذا سرقة الماء من شبكة المياه الصالحة للشرب، ناهيك عن ضرورة وقف عشوائية الآبار والأثقاب المائية، والعمل على الحفاظ على الثروة المائية وتشجيع أنشطة فلاحية وتجارية تساهم في التنمية وتوفير فرص الشغل بالعالم القروي.

وتستمر العديد من الاجتماعات الخاصة بالتحسيس والتوعية بأهمية ترشيد استغلال الموارد المائية بجهة الشمال، وبسط مخططات تتعلق بالتدبير الأمثل للظرفية المرتبطة بندرة المياه وتحسين المردودية، سيما وأن المؤشرات الرقمية بخصوص الحصة المائية المتاحة للفرد في انخفاض مستمر، ما يتطلب التنسيق بين كافة المؤسسات المعنية لتجاوز الأزمة.

وفي إطار تدبير أزمة الماء، قامت «أمانديس»، الشركة المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل بتطوان والنواحي، بوضع مخطط لتحسين مردودية شبكة الماء الصالح للشرب بنسبة 81 في المائة ما سيمكنها من توفير أكثر من 10 ملايين متر مكعب سنويا، كما تم تسجيل نسبة مردودية الشبكة خلال السنة الماضية بلغت 79 في المائة، الشيء الذي مكن من توفير أكثر من تسعة ملايين متر مكعب في السنة ككل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى