تطوان: حسن الخضراوي
كشفت مصادر مطلعة أن أزمة الماء أصبحت ترخي بظلالها على جميع اجتماعات ولقاءات المؤسسات المعنية بتطوان، حيث تم التأكيد خلال الأيام القليلة الماضية، في اجتماع لشركة التدبير المفوض «أمانديس» بالجماعة الحضرية لتطوان، على ضرورة تسريع توسيع مشاريع السقي بالمياه العادمة المعالجة، وذلك في إطار تنزيل السياسات العمومية للمحافظة على الثروة المائية، والاقتصاد في الاستهلاك، سيما في ظل التوسع العمراني والطلب المتزايد على المادة الحيوية التي لا يمكن العيش بدونها.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإنه على الرغم من الثروة المائية المخزنة بسدود تطوان والمناطق المجاورة، إلا أن منطق الاقتصاد في الاستهلاك أصبح ضروريا، في ظل ارتفاع الاستهلاك، خاصة خلال فصل الصيف، والاستنزاف المفرط للمياه الجوفية، فضلا عن شح الموارد المائية بالمناطق القروية، واضطرار المؤسسات المعنية في السابق إلى اتخاذ قرارات بتقنين توزيع المياه الصالحة للشرب.
وحسب المصادر ذاتها، فإن أحد السدود الصغيرة الموجودة على الطريق بين تطوان وطنجة جف بالكامل، ما يشكل ناقوس خطر، للتعامل مع الثروة المائية بعقلانية والاقتصاد في الاستهلاك، والأخذ بعين الاعتبار الحملات التحسيسية التي أطلقتها المصالح الحكومية المختصة، فضلا عن تحرك المؤسسات المعنية لتسريع تنفيذ مشاريع سقي المساحات الخضراء بالمياه العادمة المعالجة، وتنظيم مجال حفر الآبار لاستغلال المياه الجوفية.
وذكر مصدر أن مناقشة البرنامج الاستثماري لشركة التدبير المفوض «أمانديس» بتطوان، شملت إلى جانب دراسة توسيع شبكة السقي بالمياه العادمة المعالجة، مناقشة معالجة بالوعات الصرف الصحي المتضررة في عدة أحياء، وكهربة القطب الغذائي، وضرورة خلق محول جديد بطاقة 1000 KVA، فضلا عن الحماية من الفيضانات ضمن اتفاقية 2017 و2019، وتقوية مجاري بعض الأحياء لتصريف المياه خلال موسم الأمطار.
وأضاف المصدر نفسه أن مشاكل الماء بتطوان وصلت إلى المؤسسة التشريعية بالرباط، حيث تم طرح ملفات معاناة المناطق القروية والجبلية للتزود بالماء الصالح للشرب، والماء الكفيل بتوريد الماشية، ومساءلة الحكومة لتزويد المناطق ذات الخصاص بإقليم تطوان بالماء، والخيارات المطروحة من خلال استفادة كل السكان في إطار عدالة مجالية ومائية على المدى القريب، وأيضا على المديين المتوسط والبعيد، بالنظر إلى التغيرات المناخية وقلة التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة.