النعمان اليعلاوي:
وقعت أحزاب الأغلبية الحكومية (التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، والاستقلال)، أمس الاثنين، بالمقر المركزي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بالرباط، على ميثاق الأغلبية، بحضور الأمناء العامين للأحزاب الثلاثة، عزيز أخنوش، عبد اللطيف وهبي، ونزار بركة.
وقال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة وحزب «الحمامة»، إن «هذا الميثاق يشكل تعاقدا سياسيا وأخلاقيا بين مكونات التحالف الحكومي، من أجل بلوغ الأهداف المسطرة في البرنامج الحكومي، والالتزامات الانتخابية للأحزاب المشكلة للحكومة»، موضحا أن «اللحظة السياسية تحمل عددا من الرسائل، منها الإعلان عن انطلاق ثقافة تدبيرية واضحة بأجندة محددة وبمنظور جديد، ووفق التعاون البناء والاحترام المتبادل بين جميع مكونات التحالف، وأيضا يقطع مع أساليب التدبير الماضي، التي حالت دون بناء تحالف بناء يساهم في بلورة الحلول».
من جانب آخر، أوضح أخنوش أن «اللحظة السياسية، منذ التعيين الملكي لرئيس الحكومة، ترتكز على التضامن الجماعي وتحقيق الإنجازات. والتوقيع على الميثاق يترجم الانسجام والتكامل بين مكونات الأغلبية، والذي جنبنا هدر الزمن السياسي، ودفعنا إلى تحقيق الكثير خلال ظرف وجيز لا يتجاوز الخمسين يوما». وقد «تجاوزنا العديد من المحطات السياسية، ودبرنا العديد من الملفات السياسية، التي كانت تستوجب زمنا وجدلا سياسيا قد يستمر لشهور»، على حد تعبير أخنوش، مبينا أن «الحكومة نجحت في إخراج مراسيم الاختصاصات، ونجحنا في تحقيق رهان تشكيل المجالس الجماعية، والتوافق في إعداد والتصويت على البرنامج الحكومي، وتعديلات مهمة على مشروع قانون المالية، مع احترام المقتضيات القانونية». واعتبر أخنوش أنه «لم يكن من اليسير بلوغ الأهداف السياسية في هذه المدة، لولا نكران الذات والتعاون بين قادة أحزاب الأغلبية».
وقال أخنوش إن «التحالف الحكومي هو تحالف طبيعي وديمقراطي، من أجل تحقيق انتظارات المواطنين والمواطنات»، مبرزا أن «تكامل القدرات والأدوار بين مكونات التحالف، سيضاعف من منسوب النتائج الإيجابية للحكومة، ونطمح إلى دفع العمل البرلماني إلى أقصى درجات الجدوى والفعالية». وأوضح رئيس الحكومة أن «زمن التهرب من المسؤولية وإلقائها على الآخر قد انتهى، والدرس هو عدم تكرار التهرب من المسؤولية التضامنية، ما جعل المواطنين يتهربون من السياسة، والميثاق اليوم يشكل إحدى الآليات الأساسية لتنزيل البرنامج الحكومي».
من جانبه، قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب «الجرار»، إن التوقيع على «ميثاق الأغلبية» يأتي في لحظة تاريخية وسياسية دقيقة من حياة بلادنا، مشددا على أن هذا الحدث ليس مجرد استعراض إعلامي، أو يمثل إشهارا مجانيا لمكانتنا السياسية، بل هو لحظة التزام حقيقية وتجديد العهد واستحضار معنى الوفاء بالوعود.
وقال نزار بركة، الأمين العام لحزب «الميزان»، إن ميثاق الأغلبية «سيشكل إطارا مؤسساتيا ومرجعا تنظيميا، يحدد مبادئ وقواعد الاشتغال، وآليات التنسيق في الحكومة والبرلمان، بما يتطلب من انسجام وتعاون ونجاعة في تنزيل الإصلاحات المنشودة».