عمقت الأمطار الأخيرة التي تهاطلت طيلة الأسبوعين الأخيرين، من معاناة سكان عدد من أحياء المدينة العتيقة بسلا، والذين يطالبون بتدخل السلطات المحلية ومصالح جماعة سلا، لمعالجة الاختلالات المرتبطة بترميم مرافق وأزقة المدينة العتيقة.
وفي ظل الاتهامات التي ترافق إحدى الشركات التي فوت إليها مشروع إعادة تأهيل مجموعة من المناطق بالمدينة العتيقة لسلا، والتي خصص لها مبلغ كبير ورعاية ملكية من طرف الملك محمد السادس، باتت تعيش على وقع احتجاجات من طرف عمالها الذين لم يتوصلوا بمستحقاتهم في «ظروف غامضة»، ما تسبب في توقف الأشغال بتلك المرافق، وحولها إلى ورشات غير مكتملة، وما زاد طين الأشغال بلة تساقط الأمطار، حيث غزت البرك المائية الطرقات غير المكتملة الترصيف، وسادت الأوحال الأزقة والدروب وسط المدينة العتيقة، وتسببت أتربة الأشغال، والتي حملتها مياه الأمطار في خنق قنوات الصرف الصحي.
وقالت المصادر إن «الفشل والتوقف يهددان مشروع ترميم المدينة العتيقة لسلا، في الجزء الذي لم يكتمل منه، الذي كان من المفترض أن يتم الانتهاء من أشغاله مع متم نهاية هذه السنة»، وأوردت أنه بسبب هذه الاحتجاجات «قرر العمال مغادرة مكان الأشغال، إلى حين حصولهم على مستحقاتهم». وشددت المصادر على أن «الأوضاع زادت حدة، بسبب الضغط الذي يواجه به العمال، الذين يعملون على إعالة أسرهم، وأغلبهم من مناطق متفرقة من المغرب».
وفي هذا السياق، قال (م. ر)، الفاعل الجمعوي وهو من سكان حي الملاح بسلا، إن «الوضعية التي بات عليها الحي أصبحت لا تطاق»، وهو «واحد من أحياء المدينة العتيقة التي باتت تواجه التهميش الكبير»، مضيفا في تصريح لـ«الأخبار» أن «الساكنة وجهت نداءات متكررة إلى السلطات، من أجل التدخل وترميم المباني الآيلة للسقوط وكذلك تحقيق شروط النظافة الضرورية، لكن دون مجيب»، مبرزا أن «الحي كان وما زال مزارا للسياح الذين يلجون المدينة العتيقة لسلا، ولكنه يعطي اليوم صورة مؤلمة عن واقع الإهمال الذي تعانيه المدينة العتيقة بسلا ومآثرها التاريخية، على اعتبار أن هذا الحي السكني بني بالضبط سنة 1808 بأمر من السلطان مولاي سليمان، بعد تنقيل سكانه من الملاح القديم» حومة باب احساين وبلاعة، «والبالغ عددهم آنذاك 1800 نسمة، وضم هذا الحي أثناء تشييده، العديد من المرافق الاقتصادية والاجتماعية».
النعمان اليعلاوي