43 عاما عن المسيرة الخضراء.. الأقاليم الجنوبية في قلب الاهتمام الملكي
النعمان اليعلاوي
تتزامن احتفالات الذكرى 43 للمسيرة الخضراء (6 نونبر) مع القرار الأخير الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي بخصوص النزاع في الصحراء المغربية، فقد نص القرار، الذي أعدته الولايات المتحدة، على الولاية المختصرة لـ”المينورسو” في ستة أشهر إلى متم شهر أبريل من 2019، بغرض الضغط على أطراف النزاع، بما في ذلك الجزائر، التي تم الاستشهاد بها كبلد مجاور ولم يعد كمراقب، للعودة إلى طاولة المفاوضات. كما يصر القرار بوضوح على ضرورة إعادة العملية السياسية إلى مسارها، والتي تم حظرها منذ مارس 2012، يؤكد مجلس الأمن، من خلال نص القرار، على «تشجيع الأطراف لإظهار استعداد أكبر لإيجاد حل، بما في ذلك عن طريق تعميق نقاشاتهم حول مقترحات بعضهم البعض بروح من الواقعية»، كما يحث النص ذاته «الدول المجاورة على المساهمة أكثر في العملية السياسية».
هذا وتتزامن احتفالات الذكرى الـ43 للمسيرة الخضراء بالدعوة التي وجهها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هورست كولر، إلى أطراف الملف للجلوس إلى طاولة مستديرة بجنيف، وهي الطاولة التي قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، إن المغرب سوف يذهب إليها بناء على المبادئ الأربعة التي حددها الخطاب الملكي للمسيرة الخضراء، وهي: «لا حل خارج مبادرة الحكم الذاتي، ولا مظلة غير مظلة الأمم المتحدة، والجزائر هي طرف في الملف، ولا نقاش للأمور الهامشية»، مؤكدا على أن «المغرب شدد، خلال قبوله لدعوة كولر لحضور المائدة المستديرة في جنيف، على ضرورة عدم إعادة سيناريو منهاست، وليس مستعداً للانخراط في مسار يعيد نفس الأخطاء، بل يريد مساراً جدياً أساسه إرادة حقيقية لحل هذا الملف».
وكان الملك محمد السادس أشار، في خطاب الذكرى 42 للمسيرة الخضراء، إلى الأوراش التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، وقال إن «المشاريع التي أطلقناها، وتلك التي ستتبعها، ستجعل من الصحراء المغربية قطبا اقتصاديا مندمجا، يؤهلها للقيام بدورها، كصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، وكمحور للعلاقات بين دول المنطقة»، مؤكدا أنه «لا يمكن اختزال هذا النموذج في الجانب الاقتصادي فقط، وإنما هو مشروع مجتمعي متكامل، يهدف للارتقاء بالإنسان وصيانة كرامته، ويجعله في صلب عملية التنمية». كما جدد الملك التأكيد على العناية بالثقافة الحسانية، و«التعريف بها، من خلال توفير البنيات والمرافق الثقافية، وتشجيع المبادرات والتظاهرات الفنية، وتكريم أهل الفن والثقافة والإبداع، على غرار كل مكونات الهوية المغربية الموحدة. إذ لا فرق عندنا بين التراث والخصوصيات الثقافية واللغوية بكل جهات المغرب، سواء بالصحراء وسوس، أو بالريف والأطلس، أو بالجهة الشرقية».
ونبه الملك، في خطاب السنة الماضية، إلى أن «العناية بالموروث الثقافي المحلي لا تعني أبدا التشجيع على التعصب أو الانغلاق، ولا يمكن أن تكون دافعا للتطرف أو الانفصال، وإنما تجسد اعتزازنا بتعدد وتنوع روافد الهوية الوطنية، في ظل المغرب الموحد للجهات». ونبه الملك إلى أن «لا لأي حل لقضية الصحراء خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي، التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها»، منبها، بالدرجة الثانية، إلى ضرورة «الاستفادة من الدروس التي أبانت عنها التجارب السابقة، بأن المشكل لا يكمن في الوصول إلى حل، وإنما في المسار الذي يؤدي إليه، داعيا الأطراف، التي بادرت إلى اختلاق هذا النزاع، إلى أن «تتحمل مسؤوليتها كاملة من أجل إيجاد حل نهائي له».
وأكد الملك، في جانب ثالث، على ضرورة «الالتزام التام بالمرجعيات التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي، لمعالجة هذا النزاع الإقليمي المفتعل، باعتباره الهيأة الدولية الوحيدة المكلفة برعاية مسار التسوية